"شارلي إيبدو" تنشر رسماً جديداً للنبي محمد.. ومصر تحذر: استفزاز غير مبرر لمشاعر 1.5 مليار مسلم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- في أول رد فعل من جانب الدول الإسلامية على العدد الأول لمجلة "شارلي إيبدو"، بعد الهجوم على مقرها في باريس الأربعاء الماضي، حذرت دار الإفتاء المصرية من أنه يمثل "استفزاز غير مبرر" لنحو 1.5 مليار مسلم.
وكشفت المجلة الفرنسية الساخرة أن عددها الأول، بعد الهجوم الذي خلف 12 قتيلاً، غالبيتهم من الصحفيين العاملين بها، سيحمل على صفحته الأولى رسماً كاريكاتيرياً للنبي محمد، يظهر دمعة تقطر من إحدى عينيه، كما يحمل بين يديه لافتة مكتوب عليها "أنا شارلي."
وبينما حذرت دار الإفتاء المصرية، في بيان أصدرته الثلاثاء، صحيفة "شارلي إيبدو" من نشر "عدد جديد مسيء للنبي.. رداً على الهجمات الإرهابية"، فقد أكدت أن "إقدام المجلة المسيئة على هذا الفعل، هو استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف مسلم عبر العالم، يكنون الحب والاحترام لنبي الرحمة."
وأشارت دار الإفتاء المصرية، في البيان الذي حصلت عليه CNN بالعربية، إلى أن "هذا العدد سيتسبب في موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الفرنسي والغربي بشكل عام"، وشددت على أن "ما تقوم به المجلة لا يخدم التعايش وحوار الحضارات، الذي يسعى المسلمون إليه."
كما اعتبر البيان إعادة المجلة، التي سبق وأثارت غضب ملايين المسلمين في عام 2011، نشر رسوم جديدة للنبي محمد "تطوراً خطيراً مناهضاً للقيم الإنسانية والحريات والتنوع الثقافي والتسامح واحترام حقوق الإنسان.. كما أنها تعمق مشاعر الكراهية والتمييز بين المسلمين وغيرهم."
كما أدانت دار الإفتاء ما وصفه البيان بـ"تزايد الاعتداءات التي تعرضت لها بعض المساجد في فرنسا، عقب العملية الإرهابية"، وأشارت إلى أن "تلك الأفعال ستعطي الفرصة للمتطرفين من الجانبين، لتبادل أعمال العنف، التي لن يذوق ويلاتها إلا الأبرياء، وستعكر السلم المجتمعي في فرنسا."
وطالبت دار الإفتاء الحكومة الفرنسية إعلان رفضها لهذا "الفعل العنصري"، واتهمت مجلة "شارلي إيبدو"، بالعمل على "إثارة الفتن الدينية والنعرات الطائفية، وتعميق الكراهية والبغضاء، وتؤجج الصراع بين أتباع الحضارات والديانات"، و"هدم الجهود التي تبذل لتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب."
وانتهى طاقم تحرير مجلة "شارلي إيبدو" من إعداد وطباعة ثلاثة ملايين نسخة لعددها الجديد، الذي سيتوافر لدى الباعة اعتباراً من صباح الأربعاء، بدلاً من 60 ألف نسخة دأبت الصحيفة على طباعتها أسبوعياً في السابق، وسط مؤشرات على أن يحقق عددها الجديد مبيعات قياسية.
وقال رسام الكاريكاتير بالمجلة، رينالد لوزيه، في تصريحات الثلاثاء، إن حالة من البكاء انتابته عندما انتهى من رسم غلاف العدد الجديد للمجلة، والذي يتضمن رسماً للنبي محمد، وهو يحمل لافتة "أنا شارلي"، وهو نفس الشعار الذي رفع خلال مسيرة الأحد الماضي، تضامناً مع المجلة.
وتابع الرسام الفرنسي قائلاً: "فوق الرسم كتبت (العنوان): يمكن المسامحة عن كل شيء، ثم انخرطت في البكاء"، وأضاف: "إنني آسف لأنني رسمته مجدداً، ولكن محمد الذي قمنا برسمه، هو محمد الذي يبكي."
ويرى غالبية المسلمين أن تصوير النبي محمد يشكل "إساءة كبيرة"، وسبق أن رجح خبراء أن يكون هجوم الأربعاء جاء رداً على نشرها المتكرر لتلك الرسومات، وحاولت CNN الاتصال بالناطق باسم الصحيفة، ريتشارد مالكا، من أجل الحصول على تعليق، ولكنها لم تتمكن من ذلك.