أمواج المتوسط تختلط بجثث مئات الباحثين عن "حياة أفضل".. إلى متى سينشغل العالم؟
صقلية، إيطاليا (CNN)- لا شك أن سلسلة الكوارث الأخيرة، التي راح ضحيتها المئات من المهاجرين الباحثين عن حياة أفضل في أوروبا، جذبت اهتماماً عالمياً ربما يكون غير مسبوقاً، إلا أنه من المتوقع أن يبدأ هذا الاهتمام، والذي بدا في معظمه إعلامياً، في التلاشي في ظل سخونة الأوضاع في العديد من مختلف مناطق العالم.
ودفع غرق ما يقرب من 1600 مهاجر، جاء غالبيتهم جاؤوا من مناطق في الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء، خلال الأيام الـ10 الأخيرة، بمئات الصحفيين ومراسلي وسائل الإعلام العالمية إلى القدوم لجزيرة صقلية، في جنوب إيطاليا، رغم أن قضية الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا ليست بالحديثة، وإنما بدأت قبل عدة عقود.
وقبل أربع سنوات تقريباً، وفي ليبيا تحديداً، بدأت تتشكل ملامح هذه الأزمة الإنسانية التي يشهدها العالم حالياً، والتي لا يبدو أن هناك حل قريب لها، بحسب ما كتب الزميل بن ويدمان، كبير مراسلي CNN، في مقال تناول فيه تلك المأساة المستمرة، التي يشهدها البحر المتوسط، والتي وصفها بـ"عاصفة من الكوارث الإنسانية."
ففي إحدى ليالي ربيع 2011، وجد المئات من المهاجرين الأفارقة أنفسهم محاصرين بين "الحرب الأهلية الليبية"، والتي كان بعض المتفائلين يسمونها آنذاك بـ"الثورة"، من جانب، وبين مياه البحر العميقة من جانب آخر، وجاء هؤلاء المهاجرين من غانا ونيجيريا وغيرهما، إلى مدينة "مصراتة" الساحلية، لبدء "رحلة الأمل" إلى أوروبا.
وفيما كانوا يحاولون البحث عن ملجأ يحميهم من القصف العشوائي للقوات الحكومية، في ذلك الوقت، والتي كانت موالية لنظام العقيد الراحل معمر القذافي، رفض مسلحو القبائل الذين كانوا يسيطرون على المدينة استقبالهم، مما دفعهم إلى مطالبة الإعلاميين، ومن بينها فريق CNN، لمساعدتهم على الخروج من ذلك "الجحيم."
وعقب سقوط نظام القذافي أعمال عنف واسعة في ليبيا، تجاهلتها العديد من وسائل الإعلام إلى حد كبير، حيث بدأ التركيز يتوجه نحو أزمة إنسانية أخرى، والتي تتمثل في "الحرب الأهلية السورية"، وخلال تلك الفترة المضطربة، كانت عصابات التهريب تعمل على تعزيز نشاطاتها وأعمالها في ليبيا، على الضفة الجنوبية للمتوسط.
والآن، بدأت هذه المأساة الإنسانية تلقي بتداعياتها على السواحل الإيطالية، وسط أمواج البحر التي اختلطت بجثث المئات من هؤلاء المهاجرين، ليعود الاهتمام إلى تلك المأساة المتكررة من جديد، والتي لا يبدو أنها ستشهد نهاية وشيكة، في ظل استمرار الاضطرابات في مناطق النازحين، بل وتصاعدها يوماً بعد يوم.