حصرياً على CNN.. كل ما يمكن معرفته حتى الآن عن العملية الخاصة للجيش الأمريكي ضد "داعش" في عمق الأراضي السورية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- في عملية نوعية مفاجئة، وصفت بأنها "صفعة قوية" لتنظيم "الدولة الإسلامية"، أعلنت الإدارة الأمريكية السبت، عن مقتل أحد كبار القياديين في التنظيم المعروف باسم "داعش"، في عملية عسكرية برية، قامت بتنفيذها وحدة خاصة من الجيش الأمريكي الليلة الماضية.
وبحسب المعلومات التي أتيحت لـCNN، حتى إعداد هذا التقرير، من مصادرها في البيت الأبيض ووزارة الدفاع "البنتاغون"، فإن العملية كانت تستهدف اعتقال القيادي في داعش "أبو سياف"، أحد أبرز المسؤولين عن إدارة الموارد المالية للتنظيم، إلا أنها انتهت بمقتله ونحو 10 مسلحين آخرين.
العملية التي أمر بها وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، بناءً على تعليمات من الرئيس باراك أوباما، تمت قيادتها من قبل مجموعة تابعة لقوات "دلتا"، تضم ما يزيد على 20 عنصراً، وشارك في تنفيذها أكثر من 100 فرد من مختلف الوحدات القتالية، بما فيهم الطيارين الذين تولوا عملية الإنزال.
وقال مصدر مطلع على تفاصيل العملية إنه تم نقل أفراد المجموعة إلى داخل عمق الأراضي السورية، على متن عدد من مروحيات "بلاك هاوك" وطائرة V-22، ووصلوا إلى مبنى متعدد الطوابق، كان يتحصن فيه عدد من مسلحي داعش، حاولوا استخدام بعض النساء والأطفال كـ"دروع بشرية."
وأكد المصدر نفسه أن القوة المهاجمة تمكنت من اقتحام المبنى، وقامت بقتل المسلحين دون المساس بأي من الأطفال أو النساء الذين كانوا متواجدين داخل المبنى، ولفت إلى أن "أبو سياف" قُتل أثناء مقاومته لمحاولة اعتقاله، وحاول الاقتراب من القوات، ولم يُعرف على الفور ما إذا كان يرتدي سترة ناسفة أم لا.
وفيما لم يتضح على الفور الاسم الحقيقي لـ"أبو سياف"، الذي يُعتقد أنه كان مسؤولاً عن عمليات إدارة النفط والغاز في تنظيم داعش، فقد كشف مسؤول أمريكي رفيع، طلب من CNN عدم كشف هويته، أن الهدف كان يحمل الجنسية التونسية، لافتاً إلى أنه تم إبلاغ حكومة تونس بشأن العملية.
وفيما اعتبر وزير الدفاع الأمريكي أن العملية المباغتة، التي جرت الليلة الماضية عند أحد المواقع النفطية قرب مدينة "دير الزور"، شرقي سوريا، تمثل "صفعة قوية للتنظيم الإرهابي"، فقد أكد أن جميع أفراد القوة التي قامت بتنفيذ العملية عادوا إلى قواعدهم سالمين، دون أي إصابات.
وفي وقت لاحق من مساء السبت، أكدت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، برناديت ميهان، أنه لم يكن هناك أي تنسيق مع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، كما لم يتم إبلاغه بأي معلومات بشأن العملية، وقالت إن "نظام الأسد ليس ولن يكون شريكاً في الحرب على تنظيم داعش."
وتابعت ميهان بقولها: "لقد حذرنا نظام الأسد بعدم التدخل في عملياتنا التي نقوم بها ضد تنظيم داعش داخل سوريا"، وأضافت: "في واقع الأمر، فإن الأعمال الوحشية التي يقوم بها النظام، هي التي ساعدت وحرضت على ظهور تنظيم داعش، والجماعات المتشددة الأخرى في سوريا."
وذكر مسؤول أمريكي مطلع لـCNN أنه من المعتقد أن أبو سياف وزوجته، التي اعتقلت خلال العملية وجرى نقلها إلى أحد مراكز الاحتجاز التابعة للجيش الأمريكي بالعراق، ضالعان أو لديهما معلومات مفصلة بشأن عمليات اختطاف واحتجاز رهائن، قام بها مسلحو داعش مؤخراً.