قتلى في مواجهات عنف مذهبية بين إباضيين ومالكيين بغرداية الجزائرية

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: FAROUK BATICHE/AFP/Getty Images

الجزائر (CNN)-- تصعيد جديد تعرفه منطقة غرداية جنوب الجزائر، بعدما تجددت المواجهات الطائفية بين مجموعات من الشباب من الميزابيين (أمازيغ إباضيين) وآخرين من الشعانبة (عرب سنة)، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، بعد صلاة التراويح، أسفرت عن مقتل  3 أشخاص وإصابة العشرات بجروح متفاوتة وتخريب وحرق العديد من المحلات والمساكن ومركبات وواحات نخيل وتجهيزات ومرافق عمومية

محتوى إعلاني

وحسب ما أكدته وكالة الانباء الرسمية، فقد عرفت الأحداث مقتل شخصين تأثرًا بجروحهما إثر الاشتباكات التي شهدتها مدينة بريان الواقعة على بعد 45 كلم شمال عاصمة الولاية، كما سجل إصابة العشرات بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي طالت الممتلكات.

محتوى إعلاني

 من جهة أخر نقلت الوكالة الرسمية مقتل شخص آخر في مدينة القرارة ويتعلق الأمر بشاب يبلغ من العمر 22 سنة أصيب بجروح بليغة بعد تعرّضه لمقذوف، ليتم نقله إلى مستشفى مدينة القرارة في حالة "حرجة"، وقد تدخلت قوات الأمن من أجل تهدئة الاوضاع وتفريق الشباب باستعمال القنابل المسيلة للدموع.

وأوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني اطلعت CNN بالعربية عليه، أنه إثر الأحداث التي شهدتها منطقة الڤرارة بغرداية فجر اليوم 07 يوليو 2015 والتي أدت إلى وفاة شاب يبلغ من العمر 17 سنة وإصابة شابين آخرين بجروح، تنقل اليوم قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء الشريف عبد الرزاق إلى مدينة غرداية للوقوف الميداني على الوضع السائد.

وقد عقد القائد على الفور اجتماعًا لضبط الخطة الأمنية ولتنسيق الجهود قصد تفادي تكرار مثل هذه التجاوزات الخطيرة ولاستعادة الأمن والاستقرار بمنطقة غرداية.  كما اجتمع قائد الناحية العسكرية الرابعة حسب البيان بمقر الولاية مع كافة الأطراف المعنية بعملية التهدئة واستتباب الأمن والطمأنينة بغرداية.

من جانبه صرّح الأمين الفدرالي الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية في غرداية مصباح حمو لموقع   CNNبالعربية ، أن الوضع في غرداية متوتر منذ ما يقارب العامين، و اليوم المنطقة تعيش حالة احتقان شديد، وأنه إذا لم تتدخل السلطات و تتحمل مسؤوليتها كاملة وفي أقرب الآجال سوف تتجه الأمور إلى الأسوء.

وواصل محدثنا حمو مصباح كلامه بالقول :"منذ أسبوع كانت هناك مناوشات وحرق للسيارات وحافلات بعض الخواص من قبل بعض "المحرضين"، لأجل إثارة الفتنة في المنطقة وإعادة إشعالها ، وهي -كما قال- رد فعل لزيارة وزير  الداخلية الخميس المنصرم و عقده اجتماع مع بعض الأعيان، فيما استثنى آخرين، و اتهم هؤلاء المستثنين بأنهم وراء إشعال الأزمة من جديد التي راح ضحيتها ثلاثة أشخاص.

 وقال مصدر محلي لموقع CNN بالعربية إنه بعد ظهيرة الثلاثاء، تواصلت المواجهات بين الأطراف المتصارعة في غرداية على فترات متقطعة، إلا أنه تخوف من عودة الصدامات بشكل عنيف ليلا، كاشفا على أن سكان غرداية بعثوا نداء استغاثة لرئيس الجمهورية و الوزير الأول  ونائب وزير الدفاع قائد اركان الجيش ووزير الداخلية للتدخل وإطفاء نار الفتنة التي تحدث المنطقة.

ويرى بعض المتتبعين للشأن الداخلي، أن تجدد هذه المواجهات في كل مرة بمنطقة غرداية رغم المساعي التي تبذلها السلطات لنزع فتيل الأزمة راجع إلى اسباب اخرى بعيدة عن النزعة الطائفية كما يراد تسويقه في الساحة لكن ما يجري في الواقع كما يقول بعض المراقبين هو انعكاس لصراعات أخرى ، في الوقت الذي تشهد فيه الجزائر في المدة الاخيرة،  جدلا كبيرا بين أحزاب السلطة والمعارضة الراغبة في تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة .

للإشارة، فإن هذه الأحداث، تأتي بعد أيام قليلة فقط من زيارة قام بها وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، إلى غرداية، أكد خلالها على التطبيق الصارم للقانون على كل من تخول له نفسه المساس بالنظام العام والتلاعب بمصير غراديه والعبث بمستقبلها".

وقد تم تنصيب لجنة وزارية مشتركة مكلفة بدراسة سبل ووسائل التحكم في الوضع بمنطقة غرداية  في الوقت الذي دعا فيه عدد من أعيان وعقلاء المنطقة من مختلف مكونات المجتمع السلطات من أجل وضع حد لهذه الوضعية، مطالبين السكان بالتحلي باليقظة والحكمة  .

نشر
محتوى إعلاني