رأي: هيلاري كلينتون أحيت سمعة أمريكا في العالم وانتشلتها من ورطات بوش

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: afp/getty images

مقال لإلينا كونالاكس، السفيرة الأمريكية السابقة في المجر بين عامي 2010 و2013 ومؤلفة كتاب "السيدة السفيرة: ثلاث سنوات من الدبلوماسية في بودابست." المقال يعبر حصرا عن رأي كاتبته ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر CNN.

محتوى إعلاني

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- في مقال رأي نُشِر على CNN مؤخراً، شنَّت السياسية الأمريكية، كارلي فيورينا، هجوما مغرضا للغاية وغير مبني على الصحة مطلقاً عن فترة عمل هيلاري كلينتون كوزيرة خارجية. وبالغت فيورينا في الهجوم إلى حد التلميح بأن كلينتون لم تنجز إنجازاً واحداً خلال فترة توليها للمنصب. وقد أخطأت الحكم بشكل بالغ. أنا أعرف ذلك لأني خدمت معها كسفيرة للولايات المتحدة في المجر ورأيتها تحارب من أجل الأمريكيين كل يوم.

محتوى إعلاني

ويعد سجل إنجازاتها متنوعا بقدر ما هو تاريخي. فقد دفعت بقوة لتكون الولايات المتحدة محورية بالنسبة لآسيا. وهي من أسست العقوبات الصارمة ضد إيران والتي أدت إلى توقيع الاتفاق النووي مؤخراً. وهي من سلطت الضوء على مأساة السجينة السياسية البورمية أون سان سو تشي، مساعدة على إطلاق سراحها.

وتعتبر كل هذه إنجازات تاريخية. ولكن أهم إنجاز لكلينتون هو إعادة بناء علاقات أمريكا مع أصدقائها وحلفائها وشركائها حول العالم بعدما أفسدها جورج دبليو بوش. فخلال إدارة بوش، اعتمدت الولايات المتحدة على السياسة الإنذارية: "هل أنتم معنا أم علينا؟"

وطالب بوش بجواب على هذا السؤال لبناء مقاومة لغزو العراق. وفي وطن مازال يترنح من هجوم 11 سبتمبر/أيلول، كان هناك دعم شعبي عارم في بلادنا للغزو. لكن كانت بلاد أخرى، بما فيها حليفتانا في الناتو فرنسا وألمانيا، متشككة بعض الشيء. وبدلاً من التحقق من حسابات إدارة بوش الخاطئة، صد الرئيس بوش وفريقه أولئك الحلفاء الموثوق بهم. وشعرت البلاد التي كانت "معنا" بالإهانة أيضاً، وعندما ظهر الغزو على حقيقته كغلطة، شعر العديد من حلفائنا بالخيانة.

وفي هذه البيئة جاءت كلينتون بشبكة علاقاتها الشخصية والدولية والتي ترجع إلى أيامها كسيدة الأولى. واستخدمت بقوة ما تعلمته من سياسيات خارجية خلال سنوات عملها في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي.

وفي جلسة الاستماع التي عقدها لها الكونغرس، قالت كلينتون: "لنصنع أصدقاء أكثر وأعداء أقل، لابد من إيجاد أرضية وأهداف مشتركة بيننا وبين الناس والدول الأخرى." جملة بسيطة ولكن تطلَّب تحقيقها الكثير.

في فترة عمل دامت ثلاث سنوات ونصف في بودابست، كنت أطلع على جدول كلينتون اليومي. لأجد أن هيلاري كلينتون سافرت إلى بلاد أكثر من أي وزير الخارجية في تاريخ الوزارة. فقد سافرت كلينتون إلى 112 دولة، وزارت بلاداً لم يزرها وزير الخارجية أمريكي لما يصل إلى خمسة عقود (لاوس) أو لم يزرها قط (توغو).

باختصار، هذا جوابي على سؤال فيورينا:

هيلاري كلينتون أعادت بناء شبكة العلاقات الأمريكية حول العالم دون تهديد أو بلطجة. دون سرقة العناوين الصحفية أو التركيز على إنجازاتها الخاصة. هذا يعد بالطبع أهم إنجاز لها وهو شيء جوهري لمستقبل الزعامة الأمريكية في العالم.

نشر
محتوى إعلاني