أقوى أحزاب اليسار في المغرب يُمنى بضربة موجعة في الانتخابات الجماعية
الرباط، المغرب (CNN)— تتواصل الأزمة التي يتخبط فيها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمغرب، أشهر أحزاب اليسار في المغرب، إذ حصل على الرتبة السادسة في الانتخابات الجماعية (خاصة بتدبير المدن والبوادي) ليوم 4 سبتمبر/أيلول بـ2656 مقعدًا، لتكون الرتبة الأسوأ التي يحقهها منذ سنوات طويلة، بعدما كان يحصد على الدوام نتائج مشرّفة وصلت إلى تصدر المشهد السياسي أكثر من مرة، سواء على المستوى المحلي أو الوطني.
ورغم أن الحزب كان يتوّفر على عدد مرّشحين يصل إلى 11685 في جلّ أنحاء المغرب، ممّا وضعه خامسًا في الرقم الإجمالي للترشيحات، إلّا أنه عاد للوراء، وترك المركز الخامس لحزب الحركة الشعبية، الذي كان سادسًا في عدد المرشحين، بينما بقيت المراتب الأربعة الأولى وفية للترتيب ذاته الخاص بعدد المرشحين، وذلك بتصدر الأصالة والمعاصرة، متبوعًا بحزب الاستقلال، ثم العدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار.
وظهرت أزمة هذا الحزب اليساري في العاصمة الرباط، التي سقط فيها العمدة فتح الله ولعلو، حيث لم يحصل الحزب ولو على مقعد واحد، مقابل تزعم حزب العدالة والتنمية، متبوعًا بالأصالة والمعاصرة، ثم التجمع الوطني للأحرار. كما استمر مسلسل سقوط الحزب في مدن أخرى، منها مدينة أكادير التي كان يتزعمها على الدوام، مع ضرورة الإشارة إلى أن عمدة المدينة، طارق القباج، ترّشح بشكل مستقل، دون أن ينفعه ذلك في الاستمرار على رأس المدينة، ليتأكد أن أزمة الحزب ممتدة، لا سيما بعد الانشقاقات الكبيرة التي طالته.
ولم يكن حظ الحزب الذي يتخذ الوردة شعارًا له أوفر في انتخابات مجالس الجهات (المقاطعات الكبرى في المغرب التي تجمع عدة مدن)، ولم يحصل على الرتبة الأولى سوى في جهة واحدة، هي جهة كلميم واد نون، بالجنوب المغربي، بينما تزعم العدالة والتنمية هذه الانتخابات برصيد خمس جهات.
وبرّر إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد، هذه النتائج المخيّبة في تصريحاته لوسائل الإعلام: "اعتقلت قوات الأمن مرّشحينا في أكثر من منطقة بناءً على شكايات كاذبة، بينما لم يتم اعتقال مرّشحي أحزاب أخرى صدرت بحقهم مذكرات توقيف. نفكّر في إصدار موقف سياسي حازم بشأن هذه الانتخابات قد يصل إلى الطعن الشامل في نتائجها".