بالصور: هل اليابان على شفا حرب ملحمية بعد انقسام أكبر جماعات الياكوزا الإجرامية؟
مقال لجيك أدليستين، محقق صحفي ومراسل خاص لصحيفة لوس أنجلوس تايمز، ذي ديلي بيست، وفايس نيوز؛ يغطي الجريمة المنظمة في اليابان منذ عام 1993. وهو مؤلف كتاب "طوكيو فايس"، "عملية عاصفة استوائية: كيف اصطاد وكيل خاص يهودي-ياباني بالـ FBIزعيم ياكوزا في هاواي" وكتابه المقبل "الياكوزا الأخير".
طوكيو، اليابان -- (CNN) في الشهر الماضي، انقسمت أكبر مجموعة ياكوزا في اليابان، الملقبة بـ"ياماغوتشي غومي"، إلى فصيلتين رئيسيتين، مما قد يخلق حرب عصابات تشمل في نهاية المطاف جميع الـ21 جماعة إجرامية في اليابان.
في عالم الجريمة الياباني، تحاول 21 مجموعة إجرامية أن تقرر في أي اتجاه تهب الرياح وأي الحزبين يصطف إلى جانبه. وتشمل هذه الجماعات الرئيسية أكثر من 53 ألف عضوا، وفقا لوكالة الشرطة الوطنية. أكبر هذه المجموعات هي "ياماغوتشي غومي" التي ينتمي لها 23.4 ألف عضو، و"إناغاوا-كاي" التي ينتسب لها 6.6 آلاف عضو، و"سوميوشي-كاي" التي يلتحق بها 8.5 آلاف عضو.
ويُذكر أن آخر انقسام لجماعة "ياماغوتشي غومي" في عام 1984 أسفر عن عدة سنوات من الحرب الملحمية التي شملت اغتيالات ومحاولات تفجير ومعارك مسلحة روعت وأذهلت الأمة.
وفي بلد لديه قوانين صارمة جدا للسيطرة على السلاح، وشعب يتكون من 127 مليون شخص، لم يكن هناك سوى ستة حالات وفاة جراء إطلاق النار في العام الماضي، وفقا لإحصاءات وكالة الشرطة الوطنية. لذلك تُرعب إمكانية اشتعال حرب العصابات الشعب الياباني للغاية.
وفي حين بدأت العديد من مجموعات الياكوزا كمنظمات تدير حلقات القمار، اشتد نفوذها بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أدارت الأسواق السوداء، ووفرت حلقات القمار، والترفيه، قبل أن تنتقل إلى الانخراط في الابتزاز والتزوير. وبعد ذلك طبعا، انتقلت إلى السياسة. وكانت لها اليد الطولى في البناء والعقارات، صرف العملات، وإيفاد العمالة، وتكنولوجيا المعلومات والصناعات المالية، وفقا لوكالة الشرطة الوطنية.
وتستخدم عصابات المافيا في العصر الحديث شبكة من الرجال والنساء العاملين في اليابان في مجال "الضيافة" و"المرافقين" لجمع المعلومات التي يمكن استخدامها لابتزاز مديري الشركات التنفيذيين والسياسيين والبيروقراطيين لزيادة الأرباح في مجالات اهتمامها.
وقد تندلع حروب العصابات بعد انقسام "ياماغوتشي غومي" إلى مجموعتين في نهاية أغسطس/ آب. والشيء الوحيد الذي من شأنه أن يحد من حجم الخسائر هو أنه بموجب القانون المدني، يمكن مقاضاة زعماء عصابات المافيا عن الأضرار التي ارتكبها التابعون لهم. ففي عام 2012، دفع زعيم ياكوزا سابق 1.4 مليون دولار لعائلة وكيل عقاري قتله رجال يعملون لحساب الياكوزا.
ولدى عصابات الياكوزا في العصر الحديث، المال أهم من الدم. مما قد يساهم بتقليل خسائر الحرب بين هذه العصابات.