مدرّسون مغاربة يحتفلون بيومهم العالمي.. والوزارة المعنية تقتصر على مراسلة للإشادة بهم
إسماعيل عزام، المغرب (CNN)— احتفلت الكثير من الدول باليوم العالمي للمدرس، الذي يوافق 5 أكتوبر/تشرين الأول من كل سنة. وفي حين تجعله بعض الدول يوم عطلة، تكتفي دول أخرى، ومنها المغرب، ببعث رسالة تقدير إلى عموم المدرّسين والمدرّسات، تشكرهم من خلالها على مجهوداتهم.
وأشادت وزارة التربية الوطنية المغربية في رسالتها بمساهمة الأساتذة في "اللقاءات التشاورية التي نظمتها حول المدرسة المغربية خلال سنة 2014، وكذا في لقاءات التقاسم والإغناء حول التدابير الإصلاحية ذات الأولوية".
وتحدثت الوزارة عن أن الموسم الدراسي الجديد سيشهد تنزيل عدة إجراءات "تبدأ في تنزيل الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، من خلال معالجة بعض الاختلالات الملحة التي تعرفها المنظومة التربوية"، وذلك في بلد تعاني فيه المدرسة العمومية من الكثير من المشاكل، الأمر الذي شجع على انتشار التعليم الخصوصي رغم تكاليفه المرتفعة.
وعكف عدد من الأساتذة والتلاميذ على تنظيم حملات تحتفي بالمدرس المغربي، منها حملة "أستاذي راك عزيز"، وحملة "إجلال" التي انطلقت خلال الأيام الماضية، والتي تبتغي "رد الاعتبار إلى رجل التعليم والاعتزاز بمكانته وتقدير جهوده النبيلة" حسب بيان صادر عن المنظمين.
ويتحدث المنظمون عن أن هذه الحملة التي بدأت يوم فاتح أكتوبر/تشرين الأول وتنتهي في العاشر منه، تهدف كذلك إلى تصحيح "الصورة المشوّهة عن رجال التعليم وفضح التحامل المشبوه ضدهم، وكذلك إفشاء قيم الاعتراف والتقدير داخل الفضاءات المدرسية وإبراز حجم معاناة رجال التعليم ونساءه والظروف القاسية التي يعملون فيها".
ويتعرّض الأساتذة المغاربة في الكثير من الأحيان لشغب بعض التلاميذ وصل حتى الاعتداء الجسدي في مجموعة من الحالات. وفي هذا السياق، يقول محمد أزوكاغ، أستاذ بمدينة الداخلة بالجنوب المغربي:"أعتقد أن إشكالية الشغب هي المجتمع بشكل عام وليس المدرسة، فالشغب تعبير عن رفض لواقع معين داخل المجتمع، وتحديدا الإخفاق الاقتصادي والاجتماعي وواقع الحريات".
ويضيف أزوكاغ :" أغلب مشاكل التعليم لها علاقة بما هو مادي: الاكتظاظ، غياب الوسائل التعليمية، الخصاص في الموارد البشرية، حتى أجرة الاستاذ تؤثر سلبا على مردوديته: لا يعقل أن ننتظر من أستاذ مردودية جيدة وهو غير مطمئن حتى لخبزه. الأجرة اليوم لا تكفي حتى للضروريات، إذ يفترض أن تكون محفزا على مزيد من العمل لا عاملا معرقلا له".
غير أن إسماعيل العماري، أستاذ اللغة العربية بمدينة الحسيمة (شمال المغرب)، يقول إن الكثير من المدرّسين يركزون في مطالبهم أكثر على الشق المادي بينما "يبقى الجانب المادي جزئيا، فالمهم هو رد الاعتبار إلى شخصية المدرس وإصلاح القطاع بشكل شامل"، مشيرًا إلى أنه لم يسبق له أن عانى خلال سنوات تدريسه من شغب التلاميذ، بما أن كل طرف يقوم بواجباته على أحسن ما يرام.