بسبب تلف كابل في عرض البحر.. الانترنت تنقطع في الجزائر وقطاعات حساسة تتضرّر
الجزائر (CNN)-- شهدت ولايات ومدن جزائرية منذ يوم الخميس، انقطاعات في شبكة الإنترنت، شلت العديد من القطاعات والهياكل الحساسة في الجزائر، بسبب انقطاع "كابل" من الألياف البصرية في عرض البحر، يربط بين الجزائر وفرنسا، ما جعل حالة من التذمر وسط الجزائريين وتأهب كبير من السلطات من أجل حل الإشكال في أسرع وقت.
وقد تسبب انقطاع شبكة الإنترنت في غلق مقاهي الإنترنت التي أوصدت أبوابها في وجه الزبائن في أغلب ولايات الوطن، أما عن استعمال الإنترنت بواسطة تقنية الجيل الثالث فلم يعد لها وجود بين مستعمليه في البلاد.
وقد وصل تذمر تذمر المواطنين درجة لا تطاق، ففي حديث لـ"CNN" بالعربية مع مواطن التقته في بلدية برج الكيفان بالعاصمة أبدى تذمره مما يحدث معه، حيث قال :"لم يكفِ توقف الإنترنت في البيت وفي الهاتف فإذا بي أجد أن الأوراق التي تنقلت من أجلها إلى البلدية من أجل استخراجها يقول لي الموظف إنه عليّ العودة بعد أسبوع أو أكثر لأن أجهزة الكمبيوتر كلها متوقفة بسبب إنقطاع الإنترنت، والمشكلة هو أن الملف المطلوب مني لا ينتظر".
وفي سياق متصل كشف السيد مهمل أزواو، المدير العام لشركة اتصالات الجزائر، خلال مؤتمر صحفي، بأن انقطاع الكابل البحري حرم اتصالات الجزائر من 80 في المئة من القدرة على الاتصال بالإنترنت"، مضيفا أن باخرة فرنسية متخصصة حلت بالمكان الذي انقطع فيه "الكابل" وحدد على بعد 15 كلم شمالي عنابة (600 كلم شرقي العاصمة) منتصف ليلة السبت لإصلاح العطب الذي سيستغرق حسبه عدة أيام.
وأضاف السيد مهمل في ندوة صحفية الأحد بالجزائر العاصمة :"حسب ما تم الوقوف عليه فإن التلف مسّ 100 متر من الكابل يشتغل على إصلاحه ثلاثة مهندسين جزائريين وخبراء فرنسيين".
أما عن سبب حدوث العطب حسب اتصالات الجزائر فإنه نجم عن إلقاء سفينة بمرساتها في المنطقة التي انقطع فيها "الكابل"، وهذا خلافا للقواعد، رافعة في ذلك شكوى ضد مجهول.
وفي سياق منفصل قال الخبير في الاتصالات السيد، جمال الدين حنك في حديث خاص لموقع "CNN" بالعربية، عن الحادثة وما خلفته من أزمة وسط الجزائريين بالقول :"لو نقارن الجزائر التي تملك كابلًا واحدًا (اذا تعطل انقطاع تام في القطر الوطني) بينما المغرب تملك ثلاث كوابل ولديها البديل والشيء نفسه مع مصر التي تملك أكبر من أربع كابل".
وأضاف المتحدث نفسه قائلا :"الجزائر لديها كابل دولي واحد فقط وهو Sea-Me-We4 الذي يتراوح طوله 20 ألف كيلومتر، حيث يشق طريقه في أعماق البحر من سنغافورة وصولا الى مرسيليا الفرنسية مرورا بعنابة. يعني هذا أنه في حال انقطاع للكابل Sea-Me-We4 في أي مكان بأعماق البحر، فالانترنيت ستنقطع عن الجزائر، كما حدث السنة الماضية بعد انقطاعه في مصر، وكذا 2009 بعد انقطاعه في عنابة بنفس المكان، ويرجع السبب الى اعتماد الجزائر على خط كابل دولي واحد فقط، وقد حان الوقت لإطلاق الجزائر لمشاريع أخرى من أجل عدم تكرار ما يعاني منه الجزائريون".