رأي: 73 "إرهابي محتمل" يعملون في مطارات أمريكية كبرى.. وما حدث للطائرة الروسية "أمر وارد" وقوعه بأمريكا
مقال لبيتر بيرغن، محلل شؤون الأمن القومي لـCNN، وهو نائب رئيس مؤسسة الأبحاث السياسية "أمريكا الجديدة"، وأستاذ ممارس في جامعة ولاية أريزونا الأمريكية.. وهو مؤلف كتاب "مطاردة: مهمة العشر سنوات للبحث عن بن لادن.. من الحادي عشر من سبتمبر إلى أبوت أباد".
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- قلق المطلعين على بواطن الأمور في مطار شرم الشيخ من احتمال تهريب قنبلة على متن طائرة "ميتروجيت" الروسية التي كانت متجهة من شرم الشيخ الى سان بطرسبرغ في روسيا، يثير السؤال: هل يُمكن لمثل هذا الهجوم الداخلي أن يحدث في الغرب؟
الإجابة القصيرة هي أن الأمر وارد.
عمِل خمسة مواطنين أمريكيين متورطين في جرائم إرهابية خطيرة منذ حادثة الحادي عشر من سبتمبر في مطارات رئيسية في الولايات المتحدة بعدة وظائف.
وبالإضافة إلى اكتشاف 73 عامل بمطارات أمريكية باستطاعتهم الوصول إلى مناطق مؤمنة في المطارات، والذين تم التعرف عليهم قبل ستة أشهر فقط من قبل المسؤولين في وزارة الأمن الداخلي بأنهم في قاعدة البيانات الاتحادية للإرهابيين المحتملين، يُبرز ذلك صورة مثيرة للقلق.
كما أن مشكلة المتطرفين العاملين في المطارات وشركات الطيران لا تقتصر على الولايات المتحدة فقط، إذ تآمر في العقد الماضي مواطنون بريطانيون عاملون في مطار هيثرو وعلى متن الخطوط الجوية البريطانية مع عناصر من تنظيم "القاعدة".
ويُذكر أن الإرهابيين الأمريكيين الخمسة الذين عملوا في المطارات الأمريكية الكبرى، جندتهم جماعات إرهابية مثل "داعش"، والجماعة الإرهابية الصومالية التابعة لتنظيم "القاعدة" الملقبة بـ"حركة الشباب"، وخلية جهادية خبيثة محلية مقرها في ولاية كاليفورنيا، ومجموعة أخرى من هذا النوع في مدينة نيويورك.
وفي السنوات التي تلت حادثة الحادي عشر من سبتمبر، سُجن كيفن لامار جيمس في سجن فولسوم في ولاية كاليفورنيا، حيث شكل مجموعة تصور أنها "تنظيم القاعدة في أمريكا". وجنّد جيمس آخرين لمساعدته في خططه، وكان واحد منهم يبلغ من العمر 21 عاما، يُدعى جريجوري فيرنون باترسون، والذي كان يعمل مؤخرا في السوق الحرة في مطار لوس أنجلوس الدولي.
واعتقد جيمس أن معرفة باترسون بمطار لوس أنجلوس ستكون مفيدة لخططه وعندما حضر قائمة أهدافه المحتملة في ولاية كاليفورنيا، أدرج ذلك المطار في القائمة.
وخطط طاقم جيمس للهجوم في وقت قريب من الذكرى الرابعة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر. ومولوا أنشطتهم من خلال مداهمة محطات الغاز وظهرت خططهم فقط أثناء التحقيق الروتيني لسرقة محطة وقود من قبل الشرطة في مدينة تورانس بولاية كاليفورنيا، الذين وجدوا وثائق خطط المجموعة للفوضى الجهادية. ويقضي أعضاء خلية كاليفورنيا الآن أحكاما بالسجن لمدد طويلة.
وفي ذلك الوقت، قال مسؤول كبير في مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، جون ميلر: "من بين كل المؤامرات الارهابية منذ 11/9، كانت تلك الأقرب إلى الحدوث في الواقع من الناحية العملية."
وبعد عامين من القبض على خلية كاليفورنيا، خططت خلية مماثلة لها في نيويورك، لا صلة لها بأي جماعة متشددة في الخارج لتفجير خطوط أنابيب تحت الأرض توفر وقود الطائرات إلى مطار جون ف. كينيدي (JFK).
وكان زعيم الجماعة راسل ديفريتاس، عامل أمتعة في مطار جون كنيدي وساعدت معرفته بالمطار في قيادة المؤامرة، وتباهى لمخبر جنائي بأن مهاجمة "JFK" سيكون له تأثير هائل، قائلا: "يمكن لذلك أن يدمر الاقتصاد الأمريكي لبعض الوقت". وألقي القبض على ديفريتاس وهو يقضي الآن حكما بالسجن مدى الحياة.
وأصبح شيروا أحمد يوم الـ29 من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2008، أحد أول الأمريكيين على الإطلاق بإجراء عملية انتحارية في العالم، عندما تم تجنيده من قبل "حركة الشباب" لقيادة شاحنة محملة بالمتفجرات في مبنى حكومي في الصومال، وفجر نفسه مما أسفر عن مقتل 20 شخص آخر.
وتخرج أحمد من المدرسة الثانوية في مدينة مينيابوليس الأمريكية عام 2003 وبعد ذلك عمل في مطار مينيابوليس، حيث كان يدفع الركاب في الكراسي المتحركة. وازداد تشدد من الناحية الدينية خلال هذه الفترة وجندته "حركة الشباب".
وأصبح عبدي حسين علي انتحاريا لـ"حركة الشباب" في الصومال في عام 2011 وكان يعمل أيضا في مطار مينيابوليس، في مقهى "كاريبو".
وبالمثل، عمل عبد الرحمن محمد في مطار مينيابوليس أيضا، حيث كان لديه تصريح أمني يمكنّه من الوصول إلى مدرج المطار والطائرات، وقتل في 2014 خلال محاربته تحت راية "داعش" في سوريا.
أما في المملكة المتحدة، تآمر خبير الكمبيوتر بالخطوط الجوية البريطانية، رجيب كريم، والذي كان يبلغ من العمر 31 عاما، تآمر مع جماعة تابعة لتنظيم "القاعدة" في اليمن، لوضع قنبلة على متن طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة.
وفي عام 2010، أرسل أنور العولقي، أحد قادة الجماعة التابعة لتنظيم "القاعدة" في اليمن، رسالة إلكترونية إلى كريم يسأل: "هل من الممكن وضع حقيبة أو شخص يحمل حقيبة على متن رحلة متجهة إلى الولايات المتحدة؟" وأجابه كريم: "أنا لا أعرف الكثير عن الولايات المتحدة، ولكن يمكنني العمل مع الأخوة لمعرفة إمكانيات شحن حقيبة لطائرة متجهة إلى الولايات المتحدة."
وقدم كريم طلبا للحصول على تدريب في مقصورة الطاقم قبل اعتقاله وحُكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما في عام 2011.
وفي عام 2006، قدم موظف في متجر في مطار هيثرو في لندن، عمل في قسم "المدرجات" الذي يتخطى الإجراءات الأمنية للمطار، معلومات حول الأوضاع الأمنية إلى سهيل قريشي، والذي يدعي أنه إرهابي ذو علاقة بـ"القاعدة"، والذي أدين بتهم متعددة بالإرهاب.
وأعلن وزير الأمن بوزارة الأمن الداخلي، جيه جونسون، في يونيو/ حزيران أنه سينفذ اجراءات جديدة لـ"مواجهة التهديدات المحتملة من الداخل"، عن طريق إجراء تحريّات نصف سنوية حول العاملين في المطارات الأمريكية، في حين تتطلب أيضا من المطارات الحد من عدد من نقاط الوصول إلى المناطق الحساسة وزيادة الفحص العشوائي لموظفي المطار.
وأعلن جونسون الجمعة عن إجراءات فحص إضافية للرحلات الجوية القادمة إلى الولايات المتحدة من مجموعة متنوعة من المطارات في منطقة الشرق الأوسط.
ولم يتم الإعلان عما سيترتب على تلك الإجراءات الأمنية الإضافية بالضبط، وبينما قد تعمل هذه التدابير الجديدة للرحلات الجوية المتجهة إلى أمريكا من الشرق الأوسط، على تهدئة مخاوف بعض المسافرين، إلا أن السؤال الفعلي هو ما إذا كانت ستعالج هذه القضية الأساسية، وهي ما مدى فعالية إجراءات التدقيق الجديدة هذه لعمال المطار، في نقاط منشأ الرحلات الجوية المتجهة للغرب؟
وفي مطار شرم الشيخ، اتضح جواب هذا السؤال بالفعل.