باتاكلان.. من مستشفى ميداني لعلاج الجرحى إلى مسرح فني يغرق بالدماء
الرباط، المغرب (CNN)— منذ تأسيسه عام 1864 ومسرح "لو باتاكلان" يعرف الكثير من الأحداث التاريخية إلى حين تعرَّضه ليلة الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 إلى أخطر هجوم إرهابي تعرفه فرنسا في تاريخها الحديث، إذ سبق لهذه المؤسسة الفنية أن تحوّلت إلى مستشفى ميداني لإسعاف الجرحى خلال حرب 1870، كما تمكنت من دخول قائمة المآثر التاريخية الباريسة منذ عام 1991.
يعود تأسيس مسرح "لو باتاكلان" إلى المهندس شارل دوفال، وهو المهندس الذي صمم مقهى باريس الكبير الذي يعدّ أكبر المقاهي في العالم. يعود اسم "لوباتاكلان" إلى معزوفة صينية لحنّها الموسيقية الفرنسي جاك أوفنباخ، وقد كان المسرح في البداية عبارة عن مقهى مخصص للعروض بتصميم صيني، كانت تعرض الكثير من الرقصات وتقام فيها الحفلات الغنائية. انتقلت ملكية المسرح من شخص لآخر إلى حين وصولها حاليًا إلى أوليفيي بوبيل وجوليس فروطوس.
عرف المسرح فرقة سميت باسمه نالت الكثير من الجوائز في بداية القرن العشرين، كما تحوّل إلى صالة سينما قبل الحرب العالمية الثانية، وتعرّض إلى حريق كبير عام 1933 دمر الكثير من مرافقه، كما تم تدمير البناية الأصلية عام 1950، وذلك بقرار من بلدية باريس، بمبرّر أن البناية لم تكن تحترم معايير السلامة في البناء؟ وفي عام 1950، عادت البناية إلى المسرح فقط بعدما تم إغلاق صالة السينما.
يعد مسرح "لوباتاكالان" من أهم المرافق الترفيهية في العاصمة باريس، يقدم لمرتاديه مجموعة من البرامج الفنية كالعروض الكوميدية والموسيقية، كما يحتوي على مقهى شاسع وعلى مرقص ليلي، ويستقبل يوميًا المئات من ساكنة باريس وزوارها، لذلك كان هدفًا لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي رأى في هذه البناية، مساحة ستمكنه من إيقاع أكبر قدر من الضحايا، إلى جانب أماكن أخرى.
شهد المسرح لوحده مقتل 82 شخصًا في هجمات يوم الجمعة، زيادة على مصرع المنفذين الأربعة الذين فتحوا النار على الحاضرين، قبل أن يفجر ثلاثة منهم أنفسهم، والرابع قُتل بنيران الشرطة. كان المسرح في تلك اللحظات يحتضن عرضَا موسيقيًا لفرقة روك قادمة من كاليفورنيا، قبل أن ينتهي الروك على وقع نيران وتفجيرات دامت حوالي ثلاث ساعات، وحكمت على المسرح بالإغلاق مرة أخرى.