بعدما صام عن الكلام ربع قرن.. الرئيس السابق للاستخبارات الجزائرية يخلق ضجة واسعة برسالة قوية
الجزائر (CNN)-- خلقت رسالة الجنرال الجزائري المتقاعد، محمد مدين المدعو بالجنرال توفيق، التي انتقد فيها متابعة الجنرال حسان بخمس سنوات سجنًا، ضجة واسعة في الجزائر، بما أنها المرة الأولى التي يخرج فيها الرجل الذي أشرف على المخابرات الجزائرية لربع قرن إلى العلن، ويدلي بتصريحات إعلامية.
الجنرال توفيق الذي أحيل على التقاعد بشكل مفاجئ قبل أسابيع، دافع في رسالة وجهها إلى وسائل الإعلام، عن الجنرال حسان، وقال إن هذا الأخير عالج ملف العملية التي أدين بسببها بتهمة "الإخلال بالتعليمات العامة"، بـ"احترام المعايير وتقديم التقارير في الوقت المناسبة"، كما أنه، أي الجنرال حسان، أحرز نتائج مرضية في المرحلة الأولى للعملية، وأنه سيرّ الملف وفق القواعد المعمول بها.
وتابعت أكثر الشخصيات غموضَا في الجزائر:"لقد كَرَّس اللواء حسان نفسَه بشكل كامل من أجل هذه المهمّة وقاد عمليات عديدة ساهمت في ضمان أمن المواطنين ومؤسّسات الجمهورية، بحيث لا يمكن التشكيك في إخلاصه وصدقه في تأدية عمله. إنه ينتمي إلى تلك الفئة من الإطارات القادرة على تقديم الإضافة المتفوِّقة للمؤسّسات التي يخدمونها".
وطالب الجنرال توفيق الذي لم تظهر صورته في الإعلام إلّا مرة نادرة، والذي قالت الجزائر إن إعفاءه يعود إلى عملية إصلاحية في الأمن، بـ"التعجيل في رفع الظلم الذي طال ضابطا خَدَم البلد بِشَغَف، واسترجاع شرف الرجال الذين عملوا مثله بـإخلاص تامّ من أجل الدفاع عن الجزائر".
رد الفعل الرسمي أتى من وزير الاتصال الجزائري، حميد قرين الذي قال في حوار لموقع "كل شيء عن الجزائر" الناطق بالفرنسية، إن تصريحات توفيق تعد عنيفة للغاية، وأنه كان من المفروض في ضابط سام يعرف حقوقه وواجباته، أن يلتزم بواجب التحفظ عن التعليق على أحكام القضاء.
وفيما يتعلّق بردود أفعال الأحزاب السياسية في الجزائر، فقد كانت متضاربة حسب مواقع هذه الأحزاب في الخارطة السياسية الجزائرية، إذ تحدث رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، عن وجود صراع كبير داخل أجنحة الدولة الجزائرية حول خلافة بوتفليقة، بينما قالت لوزيرة حنون، عن حزب العمال الجزائري، إن تصريحات توفيق تعد دفاعًا عن شرفه وشرف كل الضباط العسكريين، وإن رسالة توفيق تؤكد دفاعه عن كيان الدولة.
وعلى الشبكات الاجتماعية، تناقش الجزائريون مطوّلًا عن رسالة توفيق والتوقيت الذي أتت فيه، وانصب النقاش حول الصراع الموجود بين أجهزة في الدولة، وحملة التطهير الذي تطال شخصيات عديدة بصمت التاريخ الأمني الحديث للجزائر، فضلًا عن دور بوتفليقة في هذا الواقع الجديد، وانعكاس تدهور صحته على ما يجري.
بينما في الجانب الآخر، تداول آخرون سيرة الجنرال توفيق، بين أدواره السلبية والإيجابية في العشرية السوداء في الجزائر، وبين طبيعة رسالته المقتضية، وأسباب صومه عن الكلام كل هذا الزمن، ومدى إمكانية أن تشجع هذه الرسالة، الجنرال توفيق على البوح بالكثير من الأسرار الذي يرغب الجزائريون بمعرفتها.
جدير بالذكر، ان القضاء العسكري حكم على الجنرال حسان، المكلف سابقًا بوحدة محاربة الإرهاب في الاستخبارات الجزائرية بخمس سنوات سجنًا نافذًا، في الأسبوع الماضي، بتهمة "إتلاف وثائق عسكرية ومخالفة التعليمات"، في فترة شهدت إعفاء عدد من القيادات الاستخباراتية الجزائرية.