"الحراطين" يتهمون الرئيس الموريتاني بـ"التقليل من شأنهم" وإنكار معاناتهم من ظاهرة العبودية
موريتانيا (CNN)— ندد تنظيم حقوقي في موريتانيا بـ"إنكار" الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وجود ظاهرة العبودية في البلاد و"تقليله" من شأن الحراطين (سود البشرة)، إذ قال ميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين، إن تصريحات الرئيس "تشكّل تنكرًا للواقع".
وأضاف الميثاق في بيان له أن هناك "قصورًا في فهم واستيعاب ضرورة إيجاد حلول جذرية وناجعة لكبريات القضايا الوطنية وفي مقدمتها مسألة العبودية"، معتبرًا أن القضاء على هذه الظاهرة، لا يتطلب فقط استصدار القوانين دون تفعيلها، بل وجود إرادة سياسية جادة وصارمة 'تتخطى عقدتي الإنكار والاستعلاء إلى واقع الاعتراف بالظاهرة".
وأشار الميثاق إلى أن هناك "تجاهلًا رسميًا لفئة الحراطين وعدم التقبل بوجودهم كمكون اجتماعي قائم، وفشلًا في فهم واقع التنوع والتمايز الذي يطبع المجتمع الموريتاني، وإخفاقًا في تحقيق طموح الموريتانيين، والحراطين على وجه الخصوص في بناء جسر يفضي لإقامة وحدة وطنية منسجمة تذوب فيها الفوارق ضمن موريتانيا الموحدة".
وكان الرئيس محمد ولد عبد العزيز، قد صرّح في مؤتمر صحفي انعقد عشية تخليذ الذكرى الخامسة والخمسين لاستقلال موريتانيا، بأن العبودية غير موجودة في البلاد، متسائلًا عن معنى مصطلح حرطاني، وذلك وفق ما تضمنه بيان الميثاق.
وتعد فئة الحراطين من بين أكبر مكونات الشعب الموريتاني، وهي فئة مستعربة من أصول زنجية، كانت تعاني ظاهرة الرق في شمال إفريقيا، كما يعاني بعض المنتمين لها من العبودية في موريتانيا، ويعد ميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية أكبر تجمع يدافع عن هذه الفئة.
غير أن عددًا من الجهات الموريتانية تنتقد التحرّكات الأخيرة لفئة الحراطين، لا سيما بعد رفعهم لشعارات معادية لعرب موريتانيا، خاصة فئة البيظان التي تسود في البلاد منذ عقود، ممّا ولد تخوفًا من تهديد السلم الاجتماعي في موريتانيا.