تونس تحتفل بذكرى ثورتها في أجواء باهتة وسط مشاكل اقتصادية وتحديات أمنية
تونس (CNN)— في أجواء خافتة، أحيت اليوم تونس الذكرى الخامسة لانطلاق شرارة الثورة التي أطاحت بنظام حكم زين العابدين بن علي، وذلك باحتفالات قليلة، أكبرها كان في مدينة سيدي بوزيد، حيث أحرق محمد البوعزيزي نفسه قبل خمس سنوات احتجاجًا على مصادرة عربته.
ورغم أن الثورة التونسية كانت الشعلة التي تأثرت بها دول أخرى في المنطقة، وانطلقت بعدها احتجاجات عارمة في مصر وليبيا وسوريا واليمن ودول أخرى، إلّا أن ذلك لم يجعل هذه الذكرى تمر بشكل قوي، حيث لم يتم تغطيتها في الكثير من وسائل الإعلام التونسية، كما انشغل مسؤوليها برهانات أخرى، ولم تظهر الثورة إلّا في بضع كلمات رسمية.
وشهدت مدينة سيدي بوزيد احتفالية حضرتها عدد من الشخصيات، كما حضر الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، في ندوة بالمدينة، قال فيها إن "الثورة لا تزال هشة، وإنها مهددة بالإرهاب وبعدم تحقيقها للأهداف التي اندلعت لأجلها"، معتبرًا أنه يجب الدعوة إلى "عيد الثورة" في تونس خلال كل 17 ديسمبر من كل عام.
كما التقى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي بقصر قرطاح عددًا من نواب ولاية سيدي بوزيد، بمناسبة هذه الذكرى، في لقاء "تناول الوضع التنموي في الجهات المحرومة والتي إنطلقت منها الثورة والأهمية القصوى لتوحيد الجهود لإيلائها الأولوية في مجالات التنمية وشروط الحياة الكريمة" حسب ما نشرته الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية.
واعترف السبسي أن "تقييم الأوضاع في الولايات الداخلية ومنها سيدي بوزيد يبين تقصير الدولة في بلوغ التوازن الجهوي"، وذلك في وقت تؤكد فيه أصوات حقوقية وسياسية أن مدينة سيدي بوزيد لم تستفد شيئًا من الثورة، وفي ظل معاناة تونس من مشاكل متعددة، في مقدمتها التهديديات الإرهابية وارتفاع نسبة البطالة.
وبدوره قال رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، في كلمة رسمية، إن الثورة التونسية اكتست "طابعا متفردا في المحيط الإقليمي والدولي. فهي ثورة تونسية المنشأ، كونية الأبعاد، ثورة سلمية أنجزها الشباب وساهمت فيها مختلف الفئات والجهات"، مؤكدًا أن الحكومة التونسية تسير "على درب تجسيم القيم التي استشهد من أجلها الناس".