خالد الشايع يكتب لـCNN بالعربية: سجل إيران أسود في المجالات الإنسانية والدبلوماسية وعلينا الحذر من همجيته
الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN)—قال خالد بن عبدالرحمن الشايع الداعية السعودي، والباحث المتخصص في السُّنة والسيرة النبوية، أنه ومنذ بدأ ما يطلق عليه "الثورة الإيرانية" ونظام الملالي في إيران لا يفتأ ينتهك المعاهدات والمواثيق والأعراف الدولية والحقوقية والدبلوماسية.
وتابع الشايع في مقال خص فيه موقع CNN بالعربية قائلا:
لن يحتاج الباحث لكثير عناء في رصد ذلك السجل الأسود لطهران، فمجرد شروعه بوضع اسم إيران أو "الثورة الإيرانية" بإزاء مصطلحات الاعتداء والإرهاب والاغتيال والتعذيب والاغتصاب وقتل السجناء السياسيين، وضرب وقتل المعارضين وحرق السفارات والبعثات الدبلوماسية وقتل السفراء والدبلوماسيين والتدخل في شئون الدول، فإن محركات البحث في شبكة المعلومات العالمية وفي المراجع الدولية ستقدم بين يديه عشرات الوقائع الموثقة بتواريخها وأماكنها وأشخاصها وصورها. حتى إن المتأمل ليخيل إليه أن هذا النظام إنما وجد وتأسس لأجل أذية الناس وإشاعة الخراب والإرهاب، بدلاً من أن يسخِّر مقدرات الدولة وعوائد ثرواتها المادية والبشرية في مصلحة الشعب الإيراني المغلوب على أمره.
ولست هنا بصدد سرد السجل الأسود للنظام الإيراني في شتى المجالات الإنسانية والدبلوماسية والحقوقية وغيرها ، فهذا طويلٌ جداً وموثق كما تقدم ؛ وتم رصده من قبل جهات عديدة في العالم سواء نشطاء حقوق الإنسان الإيرانيين والدوليين ، أو المنظمات غير حكومية الدولية المعنية بحقوق الإنسان ، أو الجمعية العامة ومفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أو غيرها. حتى إن الأمم المتحدة قد أصدرت 63 قرار إدانة ضد السلطات الإيرانية بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان.
والنظام الإيراني بثورته الخمينية هم الوحيدون في العالم في مجال حرق السفارات وقتل السفراء والدبلوماسيين على أرضهم بدعم مباشر من السلطات، في سلوك همجي مرفوض في كل الشرائع والأعراف.
وكل ذلك موضح بلا امتراء أن النظام الإيراني نظام همجي لا يعبأ بالمواثيق الدولية ولا بالحقوق الإنسانية ولا الأعراف الدبلوماسية، لكن الذي يجدر التوقف عنده عدة أمور.
أولاً: موقف الصحافة والمنظمات الحقوقية الدولية.
فقد كان من اللافت في مواقف عدد من المؤسسات والوكالات والهيئات الإعلامية والمنظمات الحقوقية الغربية أنها شاركت النظام الإيراني في تزوير الحقائق ومخالفة المهنية الصادقة التي تفرضها عليهم طبيعة مواقعهم الصحفية والحقوقية ، وهذا مصادم للنزاهة والموضوعية التي يجب عليهم أن يتحلوا بها ، وهذا له عواقبه السيئة في مستقبل وسمعة تلك الوكالات والمنظمات التي يفترض فيها النزاهة والحفاظ على الأسس العادلة للمواثيق الدولية الداعية لاحترام سيادة الدول ورعاية حقوق الإنسان وتطبيق الحماية للصحفيين وللسفراء والدبلوماسيين ومقراتهم.
إنه من الممكن أن نتفهم طبيعة السياسيين في تغيير مواقفهم، ولكن أن ينزلق عدد من الصحفيين وبعض الهيئات الإخبارية والمنظمات الحقوقية في ترويج دعايات النظام الإيراني فهذا مؤشر على المعاناة التي ستكون بانتظار المجتمعات الإنسانية نتيجة هذا الخلل الفادح، ولسنا ببعيد عن معاناة الشعب السوري أطفاله ونسائه وشيوخه، وكيف أن النظام الإيراني شارك في إطالة أمد معاناتهم، وأغراه بذلك صمت المنظمات الحقوقية الدولية.
ثانياً: موقف الشعب الإيراني من نظامه الحاكم.
فالشعب الإيراني بكل مكوناته وأطيافه وأعراقه كغيره من الشعوب المتطلعة للعيش الكريم، وبخاصة الشباب منهم ذكوراً وإناثاً، الذين عايشوا "الثورة الإيرانية" وشاهدوا أن بلدهم بات موقداً لنار الحروب والاضطرابات، وشاهدوا أن حكومتهم ثابرت على نشر العداوات والتخريب في عدد من الدول تحت مسمى "تصدير الثورة"، وأن خيرات الأراضي الإيرانية قد استغلها الملالي لذوات أنفسهم ولنشر وأحقادهم وخرابهم، بينما الشعب الإيراني يقاسي شظف العيش ويكابد الفقر.
علاوة على ما يعانيه ملايين الشعب الإيراني من بطش سلطات طهران بهم لأسباب سياسية أو طائفية أو غيرها، حتى إن مجموع ما اقترفته حكومة إيران منذ "الثورة الإيرانية" من حالات الإعدام السياسي بلغت 120 ألف حالة، إضافة إلى سبعة مجازر في مدن أشرف وليبرتي.
وهذا كله يوجب على الشباب الإيراني أن يفكر في مستقبلهم ومستقبل الأجيال الإيرانية القادمة، وأن يسعى لإيقاف هذا العبث الإجرامي والانحطاط الأخلاقي لحكومتهم، من أجل أن تنهض إيران وتتنبوأ مكانتها بحفاظها على مكتسبات شعبها بالتزام الحق والعدل وحسن العلاقات مع الدول والشعوب والكف عن التدخلات البربرية.
ثالثاً: موقف الحكومات والشعوب الإسلامية.
لا يخفى ما يعيشه العالم الإسلامي اليوم من مشكلات لم تعد قاصرة على الجوانب الاقتصادية، بل تعدَّت إلى الأمن والاستقرار الذي هو المقوم الأساسي للعيش الكريم، وليس سراً ما كان للنظام الإيراني من أيادي العبث والمكر والإجرام التي ليس أقلها تدخلها في سوريا ولبنان واليمن، ومساعيها لإشاعة الفوضى في عدد من الدول كما حصل في البحرين ونيجيريا وماليزيا وغيرها، علاوة على زرع خلايا التجسس والتخريب كما حصل في السعودية والأردن وغيرهما.
وهذا يوجب على الشعوب الإسلامية أن تكون على حذر من أي تحركات إيرانية في مجتمعاتهم ، حتى ولو تستروا بغطاء العمل الخيري أو الثقافي أو غيرهما ، فالتجارب قد أثبتت أنهم يمكرون بمدّ يدٍ ظاهرها الخير ، وفي اليد الخراب والدمار ، ويكفي الشعوب الإسلامية أن تستحضر أمراً مهما هو: أن النظام الإيراني منذ عهد الخميني وإلى اليوم وهو يكرر محاولات الاعتداء على الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف ، وأنه قتل حجاج بيت الله الحرام في أكثر من موسم ، فأي حرمة بعد هذه سيرعاها النظام الإيراني ، وهم لم يرعوا حرمة الكعبة المشرفة والمسجد الحرام.
كما أنَّ من المتعين على الحكومات الإسلامية أن تعزل النظام الإيراني وتحاذر غدره فقد بات خطراً على دولهم وشعوبهم ومصالحهم.
ويجدر التأكيد في هذا المقام أن تسمي النظام الإيراني مكراً وزوراً بأنه "جمهورية إسلامية" هو إساءة للشريعة الإسلامية السمحة، التي تتنزه عن أخلاقيات الغدر والخيانة والخراب والإفساد التي درج عليها دهاقنة "الثورة الإيرانية."