حركة النهضة تستفيد من انشقاق "حزب السبسي" وتتصدّر البرلمان التونسي
تونس (CNN)-- استفاد حزب حركة النهضة التونسية من الانشقاقات التي تضرب حزب نداء تونس، وأضحى يشكّل الحزب الاول في البرلمان التونسي، إثر استقالة مجموعة من النواب من الحزب الذي أسّسه الباجي قايد السبسي قبل انتخابه رئيسًا لتونس، بسبب خلافات داخلية تتمحور في اتهامات لنجل السبسي بالرغبة في السيطرة على الحزب.
نداء تونس، الحزب العلماني الذي فاز بصدارة الانتخابات التشريعية متغلبا على حزب حركة النهضة، بعد سنوات على تسيدها المشهد السياسي التونسي منذ اندلاع الثورة التونسية، يعاني نزيفًا واضحًا منذ أسابيع، وبالضبط منذ وصول الخلافات بين كتلتين داخله إلى التشابك بالأيادي واستدعاء البلطجية، وقد وصلت الاستقالات بين صفوفه إلى 19 استقالة إلى حد الآن.
اقرأ كذلك: أجواء مشحونة داخل حزب نداء تونس تصل إلى التشابك بالأيادي وجلب البلطجية
وتعاظمت الأزمة عند نداء تونس خلال الأيام الماضية، عندما أعلن محسن مرزوق، زعيم الطيف الثاني داخل المتصارع مع طيف نجل السيسي، استقالته من نداء تونس، والاستعداد لتأسيس حزب جديد قريبًا، كما تسبّب اختيار القيادة الجديدة للحزب نهاية الأسبوع الماضي وتعيين حافظ السبسي ممثلًا قانونيًا للحزب الذي تأسس بعد الثورة، في تعاظم حجم أزمة نداء تونس.
ولأن "مصائب قوم عند قوم فوائد"، صار حزب النهضة التونسي، ذو المرجعية الإسلامية، الكتلة البرلمانية الأولى في تونس، وأضحت مقاعده الـ69 تتجاوز نداء تونس بمقعدين، مع إمكانية تعاظم الفارق إلى ثمانية مقاعد، مع اتجاه ستة أعضاء آخرين إلى الاستقالة من نداء تونس، وسط وجود اتهامات لرئيس تونس بمحاولة توريث الحزب لابنه.
وحاول زعيم حركة النهضة، الشيخ راشد الغنوشي، إبعاد حزبه عن الظهور بمنظر المستفيد من أزمة نداء تونس، وقال أثناء حضوره لمؤتمر نداء تونس يوم السبت الماضي إن تونس "طائر يحلّق بجناحي النهضة والنداء"، وأنه يدعم سياسة رئيس الجمهورية الساعية إلى تحقيق توافق بين التونسيين، معتبرًا أن النهضة ستكون سعيدة بوجود "نداء قوي وموّحد".