المتحدث باسم الإيزيديين: "داعش" باع نساءنا بعشرة دولارات للواحدة وأجبرنا على العيش تحت الخيام
مراكش، المغرب (CNN)— في كلمة أثارت تعاطفًا واسعًا، تحدث هادي بابا شيخ، مدير مكتب شيخ الإيزيدية، عن المأساة التي يعانيها أتباع هذه الديانة في العراق جرّاء احتلال تنظيم "داعش" لجبل سنجار، موطنهم الأساسي، مشيرًا إلى أن النساء الإيزيديات يُبعن في أسواق النخاسة بعشر دولارات لكل امرأة، وإلى أن التعايش في عراق الغد لن يمرّ إلّا عبر دستور علماني.
وقال بابا شيخ في كلمته خلال مؤتمر "الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية" بمدينة مراكش المغربية:" المأساة التي بدأت شهر أغسطس/آب 2014 عندما غزا "داعش" جبل سنجار، لا تزال مستمرة، فأرقام الضحايا والمفقودين ترتفع، وما قام به مقاتلو "داعش" في حق واحدة من أقدم ديانات المنطقة لا يتصور. قتلوا أكثر من 3600 شخص، واختطفوا 5800 آخر، كثير منهم من النساء والأطفال".
وأضاف بابا شيخ: "اختطف مقاتلو داعش 3 آلاف امرأة إيزيدية، وباعوهن في أسواق النخاسة بعشر دولارات للواحدة.. دمروا 18 مزارًا لنا، وسببوا نزوح 400 ألف شخص يعيشون حاليًا تحت الخيام. ما قامت به هذه العصابات التي تدعي الإسلام أمر مريع في حق أقلية لم تحارب يومًا أحدًا".
وزاد المتحدث:" ديانتنا تدعو إلى السلام واحترام بقية الأديان، ولا وجود لأي نص إيزيدي يدعو للقتل. نريد العيش بسلام مع الجميع والحفاظ على طقوسنا. اسمنا قادم من كلمة إيزيدا، وهي اسم من أسماء الله، وعددنا يصل في العراق حاليا إلى 560 ألف. وكم نوّد لو يتعامل معنا المسلمون بما قاله خليفتهم علي بن أبي طالب: "الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق" ".
وليست هذه هي المرة الأولى التي يعاني فيها الإيزيديون، فهي المرة الـ75 حسب قول بابا شيخ لـCNN بالعربية، لافتًا إلى أن هذه الأقلية عانت من حكام إيران والسلاطين العثمانيين والأمراء العرب وغيرهم ممّن حكموا المنطقة، وتعرّضت للاضطهاد بمبرّر الزندقة"، مشيرًا إلى أن هذا الاتهام لا يزال حاضرًا إلى الآن، ليس فقط من طرف الجماعات المتطرفة، بل كذلك من فقهاء المساجد الذين يحرضون الناس على كراهية الإزيديين حسب قوله.
وأضاف بابا شيخ أن "داعش" سيُهزم في العراق، لكن ذلك لا يعني نهاية محنة الإيزيديين ما لم تعمل الدولة العراقية بحزم على حماية الأقليات، مشيرًا إلى أن الحل الوحيد لضمان تعايش الجميع في عراق الغد، هو تشكيل دولة عراقية موحدة قائمة على المواطنة التعاقدية، بدستور علماني يضمن المساواة بين الجميع، وما يتبع ذلك من قيام المؤسسات الدينية الإسلامية بسن قوانين زجرية تمنع خطباء الجوامع من ترويج الخطاب التحريضي.