فكرة ترامب حول إعادة التعذيب إلى السجون الأمريكية... دغدغة لشعور الناخبين لن تجعل أمريكا أكثر أمنا

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: Justin Sullivan/Getty Images

مقال ليوهان بيرغيناس، مساعد في مركز ستيمسون الأمريكي غير الحزبي، وهو معهد غير ربحي كُرس لتعزيز السلم والأمن العالميين من خلال التحليل والتوعية. يذكر أن الأفكار المطروحة تعكس رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي CNN.

محتوى إعلاني

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية  (CNN)-- قال المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، إن "التعذيب يأتي بثماره" وأنه سيعيد تطبيق أسلوب "الإيهام بالغرق" في التعذيب، والذي يقوم على وضع المتهم على لوح منحني وصب الماء على وجهه كي يشعر بأنه يغرق.

محتوى إعلاني

وقال كذلك، إنه سيسمح بأساليب تعذيب أقسى من "الإيهام بالغرق"، وسيسمح بتطبيقها بصرف النظر عن تأثيرها على المنتمين إلى الجماعات الإرهابية لأنهم "يستحقونها"، على حد تعبيره.

اقرأ.. بعد وصفه بالغبي ومختلق المشاكل والجاهل وغير المسيحي.. كيف سيتقبل العالم ترامب في البيت الأبيض؟

53 في المائة من الأمريكيين يرون أن تعذيب الإرهابيين مبرر، وهؤلاء فقط من الجمهوريين الذين تم استفتاؤهم، إذ إن النسبة الإجمالية للشعب الأمريكي قد تصل إلى 70 في المائة، لذلك فقد أظهر ترامب أنه يفهم ما يريده الناخبون بشكل جيد

وقد تكون هذه الآراء الكثيرة المؤيدة للتعذيب، ناتجة عن دراسات نفسية أظهرت أن المتهم الذي يصنف كإرهابي، يُقبل بحقه التعذيب بصرف النظر عن القيمة المخابراتية لذلك

شاهد أوباما يتحدث عن سبب اعتقاده بأن دونالد ترامب لن يصبح رئيساً

في المقابل، فإن سياسة العين بالعين التي يتبعها ترامب لمحاربة الشبكات الإرهابية ستجعل الولايات المتحدة الأمريكية أقل أمانا، ويجب أن يعرف الناخبون السبب

معظم المسؤولين في الحكومة، بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية، والخبراء والعلماء يؤيدون وجهة نظر السيناتور الجمهوري، جون ماكين، إذ قال إن التعذيب "فضح قيمنا، ولطخ شرفنا الوطني ولم يأت بنتائج عملية مفيدة"، حسب تعبيره.

قد يهمك.. بابا الفاتيكان: دونالد ترامب ليس مسيحياً.. والمرشح الجمهوري: تصريحاته مخزية

كما أن هناك إجماعا عاما في أمريكا على أن التعذيب يشكل مغناطيسا جاذبا لتجنيد الإرهابيين، حول العالم. فقد أظهر مسؤولون في الحكومة العليا، تأثير سجن أبو غريب وغوانتنامو على تجنيد الإرهابيين وتعزيز معاداة الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما اتفق معه أيضا باراك أوباما، وهذا ما سينتج عنه مخطط ترامب.

وكان الرئيس الحالي، باراك أوباما، قد منع استخدام "الإيهام بالغرق"، واستخدم بدلا منه طرقا مخابراتية دون التخلي عن القيم الأمريكية.

أيضا.. دونالد ترامب يسخر من نباح هيلاري كلينتون كالكلاب

ولا يقف ترامب وحده داعما لفكرة إعادة التعذيب إلى السجون الأمريكية، إذ يرى المرشح الجمهوري الآخر للرئاسة الأمريكية، تيد كروز، إن " الإيهام بالغرق" لا يعتبر نوعا من أنواع التعذيب.

أساء التعذيب إلى سمعة الولايات المتحدة الأمريكية عالميا، كما ان هناك رابط واضح بينه وبين تجنيد الإرهابيين وجعل أمريكا أقل أمانا. لذلك يجب أن يكون الحديث دائما عن ترك قانون التعذيب الذي دفنه أوباما منذ سبع سنوات حيث هو.

نشر
محتوى إعلاني