أمين ودة.. شاب جزائري من بلدية نائية يتقن الحديث بـ33 لغة
الجزائر (CNN)-- صار الشاب الجزائري أمين ودّة (26 سنة)، والذي ينحدر من بلدية "جنين بورزق" إحدى بلديات ولاية النعامة ( 650 كلم عن العاصمة الجزائر)، محل اهتمام ساكنة المنطقة وأصبح حديث العام والخاص، بفضل قدرته العجيبة في الحديث بـ 53 لغة أجنبية بما فيها اللهجات الإفريقية وبعض اللهجات الآيلة للزوال، 33 منها يتقنها بشكل جيد وفق تأكيداته.
واستطاع النابغة اللغوي لفت أنظار الناس إليه، بعد رواج أخبار وجود شاب من إحدى البلديات النائية الواقعة جنوب الولاية يتقن العديد من اللغات الأجنبية، وهو الأمر الذي زاد العامة حبا في الاقتراب منه ومحاولتهم بدافع الفضول التأكد من صحة ما يروج عن إتقانه لعدد كبير من اللغات، عن طريق استخبار قدراته في الشارع مع بعض الأجانب.
وعلى نفس المنوال وبداعي الفضول، تنقلت CNN بالعربية، إلى حيث يسكن هذا الشاب، فوجدناه في مدرسته لتعليم اللغات، التي يستعد لفتحها خلال الأيام القليلة القادمة فكان لنا معه هذا الحديث.
كشف النابغة اللغوي أن بدايته مع اللغات ترجع لسنة 2006 وبالضبط تزامنا مع مونديال كرة القدم الذي أقيم وقت ذاك بألمانيا حيث كان يتابع اللقاءات الكروية بتعاليق الألمان وحتى التحليلات رغم عدم فهمه لها وكذلك نفس الشيء مع الروسية التي كان يشاهد قنوات ويتابع بعض الأفلام الناطقة بها.
هذا الشغف بتعلم اللغة الألمانية والروسية تحول إلى حلم أصبح يراوده، مما دفعه سنة 2008 إلى اتخاذ قرار بالشروع في تعلم هذه اللغات ولغات أخرى، فبعد حصوله على شهادة البكالوريا استقر أمين على رأي التسجيل في قسم اللغة الانجليزية بجامعة تلمسان بعدما كان مترددا بين هذه اللغة ولغات أخرى.
ولم يخصص أمين وقته في المرحلة الجامعية على تعلم الانجليزية لوحدها، بل تعداها إلى تعلمه الألمانية والروسية والتركية، ليتمكن في الأخير بعد ثلاث سنوات من الدراسة الجامعية من إتقان ستة لغات والتحدث بها بطلاقة، مما فتح شهيته على تعلم لغات أجنبية أخرى معتمدا في ذلك على نفسه في التعلم باستعمال الانترنيت.
وأوضح أمين خلال حديثه إلينا انه يتكلم 53 لغة أجنبية وبعض اللهجات لكن بمستويات مختلفة ، فـأمين يتقن 33 لغة ولهجة بشكل ممتاز ويتحكم فيها وبقواعدها كتابة ونطقا كألمانية والروسية والانجليزية والفرنسية والاسبانية والايطالية والقبائلية والصينية والكورية واليابانية والتركية والسويدية والرومانية والاندونيسية والفارسية والعبرية وغيرها من اللغات إلى جانب بعض اللهجات الإفريقية كالهاوسا والسواحيلي.
ورغم هذه القدرات الخارقة إلا أن النابغة أمين بدا خجولا أثناء حديثه معنا، حيث أكد في نفس السياق أن هناك لغات أخرى يحسنها بشكل متوسط والتي لازال يطور مستواها فيها، منها اللغة الدنمركية والتايلندية والفيتنامية واللاتينية واليونانية ولهجات افريقية وأسيوية أخرى.
وعن الطريقة التي اعتمدها في تعلم هذه اللغات في ظرف قياسي يقول أمين أن طريقته تعتمد على التعلم بالتراكيب الكلامية المعبرة، شارحا طريقته قائلا "اخذ الجمل والتراكيب ثم احلل الزمن و ترابطاته النسقية" و بعدها يترجم الجانب النظري إلى تطبيقي بالتحدث مع نفسه حتى يتمكن من التكلم و التعبير السليم.