أزمة الأساتذة المتدربين بالمغرب.. التنسيقية تدعو لمسيرة جديدة
إسماعيل عزام، المغرب (CNN)— لم تنته بعد أزمة الأساتذة المتدربين في المغرب منذ اندلاعها بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015، فرغم أن الموسم الدراسي لم تتبق فيه غير ثلاثة أشهر وبضعة أيّام، إلّا أن المشكل لم يجد بعدُ حلًا، ولا يزال عدد مهم من الأساتذة المتدربين يرفضون الالتحاق بمقاعد التكوين.
وفي هذا الإطار، أعلنت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمغرب عن مسيرة كبرى في الدار البيضاء يوم الأحد 20 مارس/آذار 2016، تحت إسم "مسيرة الكرامة"، وهي المسيرة الوطنية الرابعة التي ينظمونها بغية إسقاط مرسومين أصدرتهما وزارة التربية الوطنية، الأول يتعلّق بعدم توظيفهم بعد تخرجهم إلّا بعد إجراء مباراة جديدة وفق المناصب المالية المتاحة، والثاني يحوّل أجرتهم الشهرية إلى منحة مع تقلصيها إلى النصف.
وقالت التنسيقية في بيان لها إن الحكومة قامت بتوقيف أجرة الأساتذة المضربين عن التكوين، ولجأت إلى العنف لتفريق وقفاتهم كما حدث في مدينة انزكان ومدينة القنيطرة، كما هددتهم باللجوء إلى عدة أساليب لدفعهم إلى التنازل، متحدثين عن أن "غيرتهم على مجانية التعليم والمدرسة العمومية" هي ما تدفعهم إلى تنظيم هذه المسيرة التي دعوا إليها عموم المغاربة.
ما هي أسباب أزمة الأساتذة المتدربين؟ تعرّف عليها عبر هذه القصة: ملّف الأساتذة المتدرّبين.. احتجاج يغزو العالمين الواقعي والافتراضي في المغرب
وعلى مدار عدة أسابيع، جمعت لقاء متعددة بين أعضاء من التنسيقية وممثلين عن الدولة، فضلًا عن أعضاء مبادرة مدنية للوساطة، ورغم كل الحلول التي وُضعت على طاولة النقاش، إلّا أن الأزمة لم تعرف أيّ انفراج.
وقال عبد اللطيف الشمائل، أستاذ متدرب، إن الحوار بين الطرفين لم ينجح بما أن "مقترحات الحكومة غير قابلة للتنفيذ أو التطبيق وبشهادة كل المتدخلين القانونيين أو النقابيين"، متحدثًا عن أن الأساتذة أبدوا مرونة في الحوارات السابقة وأن الأزمة كانت قريبة من الحل، بما أن الحكومة وافقت على عدم سريان المرسومين على هذا الفوج، لكنها في الجولة الأخيرة غيّرت موقفها، ممّا دفع بالنقابات أن تصدر موقفَا ضدها.
في الجانب الآخر، نشر الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية خبرًا حول "نداء استغاثة من طرف أساتذة متدربين إلى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، لتوفير الأمن في المراكز الجهوية للتربية والتكوين لمتابعة التكوين في ظروف ملائمة، ووضع حد للاعتداءات التي تطالهم".
وأشار موقع الحزب الذي يقود الحكومة المغربية إلى "وجود أساتذة متدربين يرفضون المشاركة في الاحتجاجات"، متحدثًا عن وضع أساتذة متدربون في مركز مدينة آسفي شكايات لدى القضاء، يتهمون فيها زملاء مقاطعين، بـ"التهديد والسب والقذف والمنع من متابعة التكوين".
وأضاف الموقع عبر رسالة لأساتذة متدربين، قال إنه توّصل بها، إن "مقاطعة التكوين لم تكن شاملة في جميع المراكز، وأن جميع من تم قبولهم لولوج مراكز التكوين، كانوا على علم بالمرسومين قبل الولوج، وتسجلوا في المراكز واجتازوا الامتحان بعد علمهم بالمرسومين"، كما إن هناك "أساتذة مقاطعين غير مقتنعين بهذا الإضراب غُرّر بهم وتم إقحامهم في المقاطعة".
غير أن عبد اللطيف الشمائل يشكّك في وجود هذه الرسالة لسببين اثنين، الأول "عدم وجود أستاذ متدرب واحد يطالب ببقاء المرسومين"، بينما يكمن الثاني "في عدم وجود أيّ تكوين حاليًا بقرار المراكز الجهوية جميعا لسبب تأجيل امتحانات الدورة الأولى لأجل غير مسمى"، مضيفًا أن "وحدات التكوين الثلاث للدورة الأولى لم يتم استيفاؤها من الجميع وبالتالي ولا يمكن المرور للتكوين التطبيقي مادام الجميع لم يجتز الامتحانات النظرية".