أغرب بلد في العالم ! – رأي ليوسف معضور

نشر
3 دقائق قراءة
تقرير يوسف معضور
Credit: https://panamapapers.icij.org/

(هذا المقال بقلم الكاتب الصحفي بوسف معضور، ولا يعبّر عن وجهة نظر CNN)

محتوى إعلاني

--كل هذا الكم الهائل من الأحداث التي نعيشها على التوالي تباعا تجعل من المغرب أغرب بلد في العالم، بالموازاة مع المقولة الشهيرة "المغرب أجمل بلد في العالم" !! مثلا، ألا يبدو غريبا أن يصرح وزير العدل المغربي لوسائل الإعلام في عز فضيحة باناما العالمية بأن له معارف محدودة في التشريعات التي تعاقب على التهرب الضريبي في بلد جل أغنيائه من رجال الأعمال والشخصيات ذات النفوذ لا يؤدون ما عليهم من مستحقات ضريبية لخزينة الدولة؟

محتوى إعلاني

أليس غريبا أن تُبدع مجموعة المواقع الكهربائية التي تدعي إعلام القرب من المواطن في نشر عناوين تافهة بالبند العريض مرفقة بعبارة " انفراد، حصري.تتحدث عن حصص المشادّات الكلامية للفنانين فيما بينهم وعناوين من قبيل " شاهدوا مكونات وجبة فطور الفنان سعد المجرد" ونشر أخبار حول تسريبات صور ممثلات وهن عاريات، في حين لم نشاهد نفس الكم من العناوين فيما يخص نشر عناوين تحقيقات حصرية تتحدث عن تسريبات وثائق باناما الفضيحة العالمية التي كشفت لنا عن استثناء بعض المواقع الإخبارية من لائحة عشرات مواقع " الهشّك بشّك" الصفراء فاقع لونها؟

أليس غريبا أن يلتزم الأمناء العامون للأحزاب التاريخية القوية والأخرى التي تنشط فقط البطولة الوطنية " السياسية " الصمت تجاه قضايا تهم ثروات البلد والذين ألفناهم يهللون بضرورة محاربة الفساد في البر والبحر، داخل فنادق الخمس نجوم التي تحتضن ندواتهم التي يتحدثون من خلالها عن ربط المسؤولية بالمحاسبة، وعلى صفحات جرائدهم الحزبية يكتب الصحافيون ما يشاءون موظفين مقاربة .الحيط القصير" عوض ذكر أسماء المتورطين الكبار؟

أليس غريبا أننا شعب ينسى بشكل غريب كل الأحداث التي نعيشها فتطوى سريعا في سجل النسيان أيام قليلة بعد حدوثها، نقوم مباشرة بعد ذلك بعملية " فرّمطة " سريعة لذاكرتنا الجماعية كي نستقبل مصائب أخرى قابلة للنسيان كالعشرات من الصفقات العمومية والاختلاسات المالية التي تورطت فيها شخصيات مَرضي عنها، وحوادث السير على الطرقات التي راح ضحيتها صغار الوطن والتي لم يتحمل فيها المسؤولون مسؤولياتهم وأيضا حوادث انهيار البنايات السكنية.

تبقى في الأخير أكثر الأشياء غرابة هو أن يعيش أبناء الوطن الغربة بداخله تنتزع أحلامهم و آمالهم في واقع عدم التكافؤ الفرص ولا العدالة.

صفحة الكاتب على فيسبوك

نشر
محتوى إعلاني