سلفيون يحتجون في المغرب للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي تفجيرات 2003
الرباط، المغرب (CNN)— احتج عدد من السلفيين وعائلات سجناء ونشطاء حقوقيين في العاصمة المغربية الرباط، في الذكرى السنوية الـ13 لتفجيرات 16 ماي/أيار 2003 بالدار البيضاء، مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين الذين حاكمهم القضاء المغربي بتهم تخص الإرهاب في أعقاب حملة اعتقالات واسعة.
الوقفة التي دعت لها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، التئمت أمام البرلمان المغربي، وشهدت رفع شعارات تندّد بقانون الإرهاب وبـ"الظروف الصعبة" التي يعيشها المعتقلون وتطالب بإطلاق سراحهم إسوة بمعتقلين آخرين تم إطلاق سراحهم منذ عام 2011، بينهم أسماء معروفة.
كما عرفت الوقفة شعارًا يتضمن قولة منسوبة إلى وزير الداخلية في عهد الحسن الثاني، إدريس البصري، ينفي فيها أن يكون الإسلاميين هم من قاموا بالتفجيرات، وتمثيلية لظروف اعتقال السجناء، وقد شهدت الوقفة حضور يونس شقوري، المغربي الذي أفرج عنه مؤخرًا من معتقل غوانتانامو.
وقال بلاغ عن اللجنة إن "اعتقالات عشوائية في صفوف شريحة من المغاربة قد ترّتبت عن تفجيرات الدار البيضاء"، متحدثا عن "غياب أيّة مبادرة جادة لطيّ هذا الملف وإنهاء معاناة المئات من المعتقلين وعوائلهم"، وعن "وجود تعذيب ممنهج تجاه المعتقلين الإسلاميين"، محملًا الحكومة "المسؤولية التاريخية عن عدم سعيها لفتح تحقيق نزيه في الأحداث والكشف عن الحقيقة المغيّبة".
وتحدث عبد الرحيم غزالي، الناطق الرسمي باسم اللجنة، عن أن عدد المعتقلين يصل إلى 875 معتقلًا، غير أن هناك منهم من اعتقل قبل عام 2003 في إطار "الحرب على الإرهاب"، لافتًا إلى وجود محكومين بالمؤبد والإعدام، وإلى استمرار "اعتقال شباب حضروا جلسات شيوخ أفرج عنهم فيما بعد".
وتابع غزالي لـCNN بالعربية أن اللجنة تشكّك في هوية الفاعلين تمامًا كما فعل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران عندما كان في المعارضة وكان يطالب حينئك بفتح تحقيق، غير أن بنكيران "صمّ آذانه" بعد دخوله الحكومة وتناسى الموضوع، متحدثًا أن ما يزيد شكوك اللجنة هو غياب تبني هذه التفجيرات من أي مجموعة إسلامية في الداخل أو الخارج.
وكانت تفجيرات الدار البيضاء قد خلّفت مصرع حوالي 45 شخصًا، بينهم أجانب إلى جانب عدد الجرحى، فضلًا عن انتحاريين فجروا أنفسهم. وقد استهدفت التفجيرات عدة مرافق منها فندقًا وناديا إسبانيًا ومقبرة يهودية وناديًا للطائفة اليهودية وقنصلية بلجيكا، وقد شن الأمن المغربي بعد التفجيرات حملة اعتقالات واسعة بين صفوف مشتبه بـ"تطرّفهم".