رئيس البنك الإسلامي للتنمية يودع منصبه بخطاب مؤثر يشيد فيه بـ"رؤية 2030" السعودية ويسلّم الراية للشباب ويحذر من حروب المنطقة
جاكارتا، إندونيسيا (CNN) -- بخطاب حمل الكثير من اللحظات العاطفية وانتهى بتصفيق الحضور وقوفا، أنهى أحمد محمد علي المدني، رئيس البنك الإسلامي للتنمية من جاكارتا، مسيرته على رأس البنك التي بدأت منذ تأسيسه قبل 41 عاما، داعيا إلى تسليم الراية للشباب دون أن ينسى الدعوة لاقتصاد لا يعتمد على النفط ولا يُبقي على فقير أو محروم مع التحذير من مخاطر تحيط بالمنطقة.
المدني قال في خطابه أمام وفود من 57 دولة تتمتع بعضوية البنك بعدما انضمت إليها غيانا الثلاثاء، إن دول المنظمة بحاجة لإقامة آلية مؤاخاة اقتصادية تنموية لتعزيز الدعم الفني المتبادل بين الدول الأعضاء، داعيا لاجتماع في الخريف المقبل من أجل بحث تعزيز تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء وتطوير اقتصاد المعرفة.
مواقف المدني، التي جاءت في الافتتاح الرسمي للاجتماع السنوي الـ41 لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، شهدت استعراضا لتاريخ دخول الإسلام إلى إندونيسيا ودور الأندونيسيين في نشره بمناطق عديدة حول العالم، إضافة إلى الأدوار الكبيرة التي لعبتها أندونيسيا عبر التاريخ في القضايا العربية والإسلامية العامة.
المدني أثني على خطة السعودية "رؤية 2030" لتطوير وتنويع الاقتصاد التي كان قد أعلن عنها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قائلا إنها "رسمت معالم الطريق لتنويع الاقتصاد وتحريره من الارتهان للنفط وتأسيس قاعدة صناعية يلمس المواطن ثمارها بظروفه المعيشية."
وحذّر المدني بالوقت عينه من "تحديات تستوجب استنهاض روح التآزر من أجل التحضير لمواجهة جماعية" مستذكرا الحروب التي تعصف بالمنطقة عبر القول: "كم من دولنا باتت مسرحا للصراعات وتهدّم فيها بلحظة ما بُنى على مدى عشرات السنين. الحالة الإنسانية بدولنا تدعو للقلق وعلينا بناء وتطوير طرق لمواجهتها."
وبرز في خطاب مدني - الذي رد عليه الحضور بالتصفيق مطولا – تركيزه على دور الشباب، إذ دعى إلى مؤتمر في العام المقبل للشباب من أجل بحث قضاياهم وختم خطابه بالقول: "ليتفضل مجلسكم الموقر ويسمح لي وقد بلغت من السن ما بلغت أن أسلم الراية لجيل جديد يعمل لتحقيق الأمل بألا يبقى في أمتنا فقير أو محروم."
يشار إلى أن ممثلي الدول صاحبة العضوية في البنك سيختارون في اجتماعاتهم بجاكارتا التي تنتهي الخميس رئيسا جديدا للبنك، وقد رشحت السعودية، وهي المساهم الأكبر بالبنك وحاضنة مقره الرئيسي بجدة، وزير الحج السابق، بندر حجار، لتولي المنصب.