الغنوشي: يجب النأي بالدين عن المعارك السياسية.. ونساند الدولة في حربها على الدواعش
تونس (CNN)— أكد الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، أن الحركة "حريصة على النأي بالدين عن المعارك السياسية"، داعيًا إلى "التحييد الكامل للمساجد عن الخصومات السياسية والتوظيف الحزبي كي تكون مجمعة لا مفرّقة".
وتابع الغنوشي في كلمة مطولة خلال افتتاح المؤتمر العاشر لحركة النهضة مساء اليوم الجمعة 20 ماي/أيار 2016 الذي انعقد بالقاعة الرياضية في رادس إن الحركة "تُساند الدولة بشكل مطلق في حربها على الدواعش والتكفيريين"، قائلًا إن تونس "أقوى من حقدهم وستهزمهم بإذن الله".
وأضاف الغنوشي أن حركة النهضة "لم تتوقف عن التطور خلال مسيرتها الطويلة، من حركة عقدية تخوض معركة من أجل الهوية الى حركة احتجاجية شاملة في مواجهة نظام شمولي دكتاتوري، إلى حزب ديمقراطي وطني متفرغ للعمل السياسي بمرجعية وطنية تنهل من قيم الاسلام٬ ملتزمة بمقتضيات الدستور وروح العصر".
وقال الغنوشي في معرض حديثه عن نموذج الدولة إنها "لا تدار بالإيديولوجيا والشعارات الفضفاضة والمزايدات، بل بالبرامج والحلول الاجتماعية والاقتصادية التي تحقق الأمن والرفاه"، متحدثًا عن أن الدولة العادلة "يجب أن تكفل تطبيق القانون والدستور وتحمي الحريات".
ولفت الغنوشي إلى أن المواطن التونسي "ملّ من صراعات السياسيين، وهو معني أساسًا بالأمن ومقاومة الاٍرهاب وغلاء المعيشة والنمو الإقتصادي وبمعاناة محدودي الدخل والفقراء والمحرومين والجهات المهمشة"، داعيًا النخبة السياسية إلى وضع "عقد وطني للنهوض بالشباب حتى لا يبقى شاب أو شابة في دائرة التهميش٬ دون عمل ولا بيت ولا زواج".
وجدّد الغنوشي دعم الحركة لرئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الذي كان حاضرًا في المؤتمر، مردفًا: "إني أقول اليوم لمن يراهن على غنيمة سياسية من إظهار العداوة للنهضة: لا تقسموا بلادنا، أيدينا ممدودة للجميع ٬ نقول لهم إن التوافق يتسع للجميع'، داعيًا إلى مصالحة وطنية شاملة مع كل الأطراف، تشمل المصالحة بين الدولة و المواطن والمصالحة بين الماضي و الحاضر.
ووصف الغنوشي مسيرة الثورة في تونس بـ"قصة نجاح سياسي و تعاف أمني و تعاطف دولي توج بمنح تونس جائزة نوبل للسلام"، مشيرًا إلى أن بلاده هي "الشمعة الوحيدة المضيئة في دول الربيع العربي، وهي التي حافظت على هذه الشمعة، دلالة على أن العرب مهيؤون للديمقراطية".