بعد إعلان منفذ هجوم أورلاندو الولاء لـ"داعش".. تيم ليستر يحلل لـCNN: التنظيم ينتهز موجة الهجمات مع تقلص أراضيه الأساسية

نشر
5 دقائق قراءة
صورة لمنفذ هجوم أورلاندو، عمر متين، الذي أعلن الولاء لـ"داعش".Credit: Facebook/Omar Mateen

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- شرح المحلل السياسي والأمني لدى شبكة CNN، تيم ليستر، الثلاثاء، أن وسائل الدعاية التابعة لتنظيم سارعت لربط مجموعة الهجمات الإرهابية الأخيرة في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية ومقتل الشرطي وشريكته في العاصمة الفرنسية، ولكن هذه الادعاءات تبدو انتهازية.

محتوى إعلاني

ويقول المحلل السياسي والأمني لـCNN، ليستر، إن ذلك هو ربما دليل على الضعف وليس القوة، إذ تشير الدلائل حتى الآن أنه في كلتا الحالتين لم يكن لمنفذا الهجومين أي اتصال مع التنظيم، حتى إذا تعهدوا بالولاء لزعيمه، أبو بكر البغدادي. ويُشار إلى أن عمر متين الذي نفذ هجوم إطلاق النار في نادي ليلي للمثليين بمدينة أورلاندو، وأسقط 49 قتيلا وتسبب في إصابة 53 آخرين، صباح الأحد، اتصل بالشرطة أثناء الحادث معلنا ولاءه لتنظيم "داعش".

محتوى إعلاني

ووصفت إذاعة "البيان" التابعة للتنظيم متين بأنه "أحد جنود الخلافة في أمريكا." كما نشر موقع "أعماق" الذراع الإعلامية للتنظيم، مقطع فيديو معدل يقول فيه العروسي عبدالله، الذي قتل شرطيا فرنسيا وشريكته في منزلهما في بلدية ماينانفيل بفرنسا، الاثنين: "أتعهد بالولاء لأميري أبو بكر البغدادي،" بعد اعترافه بقتل الضحيتين.

ولم تُشر أي من تلك المزاعم علاقات سابقة بين "داعش" ومنفذي الهجومين، إذ قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، إن متين أدلى بتعليقات تدعم العديد من الحركات المتطرفة والأفراد، والتي "تضيف قليلا من التشويش حول دوافعه."

وأضاف كومي: "حتى الآن لا نرى أي مؤشر على أن (هجوم أورلاندو) كان مؤامرة موجهة من خارج الولايات المتحدة، ولا نرى أي دليل على أنه كان جزءا من أي نوع من الشبكات (الإرهابية)." وهو ما قاله أيضا، الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في تصريح له، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ليس لديها "أي معلومات تشير إلى أن مجموعة إرهابية أجنبية وجهت هجوم أورلاندو."

ولذلك يُرجح المحلل السياسي والأمني لـCNN، ليستر، أنه بصرف النظر عن الحقائق، "داعش" ينتهز هذه الهجمات في وقت يعاني فيه من نكسات إثر تقلص أراضيه الأساسية وارتفاع معدل فرار عناصره. إذ أصبح التنظيم أكثر تحفظا بشكل ملحوظ حول خسائره الحالية في الأراضي الأساسية: في الفلوجة والقرى حول الموصل في العراق، والرقة في شمال سوريا، وسرت في ليبيا.

كما أن خسائر أراضيه تسارعت في الأشهر الستة الماضية، مما أدى إلى خطاب القيادي والمتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، الذي نُشر تسجيله في 21 من مايو/ أيار الماضي، في محاولة لإعادة صياغة كيفية تعريف "داعش" للنصر، إذ سأل في رسالته صوتية "الصليبيين"، قائلا: "هل سنُهزم وتنتصرون إذا أخذتم الموصل أو سرت أو الرقة أو جميع المدن، وعدنا كما كنا في البداية؟ لا، الهزيمة هي فقدان الإرادة والرغبة في القتال."

وفي ذات الرسالة دعا العدناني إلى مزيد من هجمات "الذئاب المنفردة" ضد "الغرب" خلال شهر رمضان الحالي. وقال العدناني في رسالة سابقة، متوجها بالحديث للأوروبيين: "ستدفعون الثمن، عندما تمشون في شوارعكم، تتلفّتون حولكم خوفًا من المسلمين، ولا تأمنون حتى في غرف نومكم، ستدفعون الثمن، عندما تنكسر حملتكم الصليبية هذه، ونغزوكم على إثرها في عقر داركم، فلا تعتدون على أحد بعدها أبدًا، ستدفعون الثمن، وقد أعددنا لكم بإذن الله ما يسوؤكم."

 هجمات أورلاندو وقتل الشرطي الفرنسي وشريكته تساعد مشروع "داعش" لاستعراض تأثيره وتصوير أن له وجود في كل مكان، ما يرفع روح عناصره المعنوية عندما تكون الأمور على الجبهة الداخلية لا تسير لصالحه. كما يأمل "داعش" أيضا أن المسلمين في أوروبا وأمريكا الشمالية سيتم اضطهادهم والارتياب منهم، ما يُشعل حربا دينية.

وأيا كان مصير "خلافة داعش" المزعومة، لن يتبخر مصدر الإلهام لمثل هذه الهجمات بالضرورة عندما يُقتل أبو بكر البغدادي أو يُطرد التنظيم من الموصل في. إذ قتل القيادي في تنظيم القاعدة الشيخ الأمريكي اليمني الأصل، أنور العولقي، في غارة طائرة بدون طيار أمريكية في اليمن منذ خمس سنوات، لكن كلماته (على الانترنت) لا تزال تدفع الناس للقتل.

نشر
محتوى إعلاني