رأي.. هل بنغلاديش هي النقطة الساخنة القادمة لتنظيم داعش؟

نشر
4 دقائق قراءة

مقال لرافي أغراوال، رئيس مكتب CNN في نيو دلهي. المقال يعبر عن آراء الكاتب الشخصية ولا يعكس بالضرورة وجهة نظرCNN.

محتوى إعلاني

نيو دلهي، الهند (CNN) – تتمتع بنغلاديش بالنمو الاقتصادي والديمقراطية والأراضي الخصبة. وهي أيضا موطن لحوالي 150 مليون مسلم، وقد خلت حتى وقت قريب من التطرف الذي ابتلت به أجزاء أخرى من العالم. ولكن للأسف هناك علامات تنذر أن هذا الوضع يتغير.

محتوى إعلاني

لأكثر من عامين، هزت سلسلة من جرائم القتل الوحشية هذه الأمة. في البداية، كان لعمليات القتل نمط واضح، فكانت تستهدف كتاب علمانيين ومعروفين في العاصمة دكا. وكانت تبدو الهجمات أنها تهدف إلى إسكات أولئك الذين تجرأوا على انتقاد الإسلام.

وفي أبريل/نيسان من العام الجاري، قُتل ناشط يدافع عن حقوق المثليين وصديقه في منزل.

وفي الأسابيع الأخيرة امتدت هذه الهجمات إلى الريف، وزادت في العدد، مستهدفة الجميع من أساتذة الجامعات لمجموعة تبدو عشوائية من الهندوس والمسيحيين والبوذيين، وحتى المسلمين الصوفيين.

وقد ارتفع عدد القتلى لأكثر من 40 قتيلا.

داعش؟

هناك خيط واضح يربط بين عمليات القتل، وهو أسلوب القتل الوحشي باستخدام الخناجر.

ولكن من يدبر لهذه العمليات؟

قد يهمك أيضا.. هذه الحياة السرية للنساء المتحولات جنسياً في بنغلاديش

أعلنت ما تسمى بالدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليتها عن عدد من الهجمات من خلال وسائل الإعلام التابعة لها. ولكن نفت حكومة بنغلاديش باستمرار وجود عناصر لداعش في البلاد. وقد أعلنت جماعات إسلامية محلية مسؤوليتها عن هجمات أخرى. وقالت الشرطة إن معظم المشتبه بهم كانوا أعضاء في جماعة المجاهدين ببنغلاديش، وهي جماعة اسلامية محظورة.

ولكن لا يوجد اجماع واضح على صحة هذه المزاعم، حتى بين كبار محللي الإرهاب في المنطقة.

لكن لماذا الخناجر؟

يبدو أن التوسيم مهم جدا بالنسبة للجماعات الإرهابية الصغيرة حتى تحدث ضجة، وفقا لمحلل الإرهاب بـCNN، بيتر بيرغن.

وقد علق قائلا: "عرّف أعضاء سابقون بطالبان نفسهم كداعشيين أيضا،" حتى ولو لم يكن لديهم علاقة حقيقية بالتنظيم. وأضاف بالقول: "الصلة بداعش تجعلهم أكبر وأسوأ من أنفسهم."

السياسة وتوجيه أصابع الاتهام

إذا سألت الحكومة، ستقول إن جرائم القتل لها دوافع وجناة واضحين. وقد وجّه وزير الإعلام ببنغلاديش، حسن الحق اينو، في محادثة مع CNN الشهر الماضي، أصابع الاتهام برخاوة إلى حزب بنغلاديش الوطني وحليفته الجماعة الإسلامية – أكبر جماعة إسلامية في بنغلاديش.

وقال اينو في محادثة في وقت سابق من الشهر الجاري إن ادعاءات داعش "وهمية وزائفة،" لافتا الانتباه إلى ما قال إنه حملة متواصلة تخوضها معارضة جماعة المجاهدين بنغلاديش لزعزعة الاستقرار في البلاد.

وقد نفى المتحدث الرسمي باسم الجماعة، رحول كبير ريزفي، هذه الادعاءات تماما، قائلا: "هدف الحكومة الأساسي هو سحق المعارضة. فهم يريدون نظاماً يقوم على حزب سياسي واحد."

وماذا بعد؟

يبدو أن حكومة بنغلاديش مصممة أن تخوض عمليات اعتقال جماعية.

وتكاد بعض خطط الحكومة تكون مضحكة بعض الشيء. فقد بدأت الشرطة بتسليح القرويين بعصي الخيزران وصفارات في حي ماغورا ببنغلاديش الغربية.

ولكن في نهاية المطاف، لن يعتمد الحكم الحقيقي على سياسات الحكومة على أفضل الجدالات، ولكن على ماذا إذا ستتوقف الهجمات. وإلى ذلك الوقت، ستستمر عناوين الأخبار القبيحة تسيئ لسمعة بنغلاديش في جميع أنحاء العالم.

نشر
محتوى إعلاني