رأي: لماذا كان اتصال أردوغان عبر "فايس تايم" اللحظة المحورية التي أفشلت محاولة الانقلاب العسكري؟
إد فين هو المدير المؤسس لمركز العلوم والخيال في جامعة ولاية أريزونا الأمريكية، حيث يشغل منصب أستاذ مساعد، وهو صحفي سابق لمجلة "تايم"، لائحة والعلوم الشعبية، وقال انه هو المحرر المشارك في كتاب "الهيروغليفية: قصص ورؤى لمستقبل أفضل"، ومؤلف كتاب "آلات الثقافة" حول حاضر ومستقبل الحلول الحسابية. المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي شبكة CNN.
(CNN) - رد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في نهاية الأسبوع الماضي كشف شيئا مهما حول قوانين السلطة في وسائل التواصل الاجتماعي.
إذ شاهد العالم في ذهول الوحدات العسكرية المتورطة في محاولة الانقلاب في ليلة 15 يوليو/ تموز استيلاء السيطرة على استوديو التلفزيون الحكومي، في الساعة 12:13 من صباح يوم 16، وأرغموا المذيع على قراءة بيانهم.
وبعد 11 دقيقة، أجاب أردوغان بذكاء عن طريق إذاعة رسالة على الهواء عبر مكالمة عبر تطبيق "فيس تايم" مع شبكة "CNN Turk"، وكانت تلك لحظة محورية، إذ أمسكت رئيسة الشبكة في أنقرة، هاند فرات، ميكروفونا إلى جانب هاتفها الذي، مما مكّن أردوغان بالظهور كرئيس قريب من الشعب، وحقق التوازن بين الثقة في خطابه وهشاشة علاقته مع عالم الإعلام.
وفي وقت ما، انقطع بث الفيديو خلال محاولة شخص آخر الاتصال بالهاتف، ما أبرز حسن حظ الرئيس بالظهور على الهواء مما نفترض أنه منتجع مارماريس الذي كان يقضي فيه إجازته مع عائلته.
وربما أدرك المتورطون في محاولة الانقلاب خطأهم، إذ دخل جنود مبنى "CNN Turk" في مركز دوغان الإعلامي، بعد ثلاث ساعات ولكن بطبيعة الحال، كان قد فات الآوان، إذ بث أردوغان بنجاح رسالة إلى يدعو فيها الناس للخروج في الشوارع والتصدي للإنقلابيين، وهذا هو بالضبط ما فعلوه.
هناك العديد من الأسباب وراء فشل هذا الانقلاب، ولماذا يحتفظ أردوغان بقبضة قوية على تركيا، ولكن تلك اللحظة بالذات أشارت إلى حقيقة أكبر حول طبيعة السياسة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن أردوغان ذكرنا أن ليس كل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على قدم المساواة، إذ تنطبق قوانين السلطة، وذوي النفوذ يجدون أنه من أسهل استخدامها لتحقيق نتائج أكبر.
كاميرا الهاتف الذكي ليست في الواقع أداة للديمقراطية، إنها تعظم فقط كل ما يحدث في ذلك الوقت، والأقوياء مثل أردوغان يتعلمون استغلال هذا الفورية لصالحهم. اتصال أردوغان عبر "فيس تايم" أعطى المشاهدين، تجربة قربته منهم في لحظة الأزمة.
وفي الوقت نفسه، يُضاعف التواصل المباشر عبر الفيديو العلاقة بين السياسيين والناخبين إلى أبعاد أخرى من خلال إعطاء انطباعا بصريا بأن الشعب قريب من السلطة.
وبالنسبة لتركيا، فإن الجواب محسوم: من خلال عمليات التطهير الجماعي، أزال أردوغان حتى آخر لمحة من المعارضة، وقرّب بلاده إليه مقارنة بأي وقت مضى.