بعنوان "ولدك في دارك".. حملة افتراضية في تونس تنتقد رئيس الجمهورية وابنه

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: AFP getty images

منية غانمي، تونس (CNN)-- أطلق تونسيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الرئيس الباجي القائد السبسي تحت عنوان "ولدك في دارك" لمطالبته بوضع حد لتدخل ابنه حافظ قائد السبسي في شؤون الدولة وعدم الخلط بين صفته كأب وصفته رئيسًا دولة.

محتوى إعلاني

واستوحى التونسيون هذا الهاشتاغ من تدخل النائب عمار عروسية عن الجبهة الشعبية، خلال جلسة حجب الثقة عن حكومة حبيب الصيد السبت الماضي، حيث قال موجها كلامه للرئيس التونسي"ولدك في دارك"، ملمّحا إلى وجود محاباة من رئيس الدولة تُجاه ابنه، مشيرا إلى أن هناك تداخلا بين منصب رئيس الجمهورية الذي يمثل كل التونسيين وبين الرئيس، والد أحد الشخصيات السياسية في تونس.

محتوى إعلاني

واعتبر النائب عمار عروسية أن نجاح الحملة يدل على رغبة التونسيين في القطع مع سياسة التوريث السياسي بالنظر إلى أنهم عانوا الأمرين من حكم العائلة خلال نظام بن علي مشيرا الى أن هذه الحملة لم تجد صدى فقط في مواقع التواصل الاجتماعي بل تعدت ذلك لتصل إلى مختلف الأوساط الشعبية.

وأضاف عروسية لـCNN بالعربية أن حافظ قائد السبسي وبشهادة الجميع  أصبح يتدخل بشكل واضح في شؤون الدولة مستغلا شرعية والده وذلك من خلال محاولاته اقتراح بعض التعيينات وفرض اسم لرئيس الحكومة الجديدة إضافة إلى أنه كان سببا في أزمة كبيرة في حزب نداء تونس وانقسامه إلى شقين.

وقال عروسية في هذا السياق" نحن لا نعترض على ممارسة حافظ السبسي السياسة ولكن نعترض على محاولاته ترك بصماته داخل أجهزة الدولة بمساندة بارونات الفساد، هو شخصية سياسية أمام حزبه لكن أمام الدولة فهو مواطن عادي مثله مثل كل التونسيين".

ويتولى نجل الرئيس حاليا مسؤولية الإدارة التنفيذية في حزب نداء تونس الحزب الحاكم بعد انشقاقه وخروج الأمين العام السابق محسن مرزوق وتأسيسه لحزب مشروع حركة تونس، رفقة عدد من القيادات الأخرى التي كانت تشغل خطط مهمة صلب نداء تونس قبل انقسامه.

ومؤخرا أثار ظهور حافظ قائد السبسي على طاولة المفاوضات حول حكومة الوحدة الوطنية رفقة والده جدلا واستياءً كبيرا، ذهب إلى اعتبار أن نجل الرئيس يريد فرض أسماء في الحكومة طبقا لإرادته وبمساندة ودعم من والده رئيس الدولة.

وترى الصحفية زينة البكري أن الوقائع الأخيرة جاءت لتؤكد أن السبسي الصغير يتمتع بمجاملة كبيرة من قبل والده، وأنه بصدد التدخل في شؤون الدولة وإبداء رأيه في التعيينات دون أن يردعه أحد.

وأضافت أن حملة "ولدك في دارك" جاءت لتؤكد أن نظام الحكم في تونس هو نظام جمهوري وليس ملكي مضيفة أن السبسي الصغير لا يمتلك الخبرة والكفاءة السياسية الكافية التي تؤهله لأن يكون في الصف الأول.

يذكر أن حافظ قائد السبسي لم يكن من السياسيين المعروفين في تونس حيث برز اسمه بعد تولي والده رئاسة الحكومة عام 2011، ثم بعد تأسيس والده حزب "نداء تونس" عام 2012،  فكان من أوائل المنضمين إليه ليصبح في بادىء الأمر مكلفا بمهام منسق الهيكلة في حزب نداء تونس، وبعد حصول والده على الرئاسة أصبحت طموحات السبسي الابن أكبر، فبرزت صراعات بين القيادات عجلت بانقسام الحزب وخروج منافسه محسن مرزوق وتكوينه لحزب جديد ليصبح مكلفا بإدارة حزب نداء تونس.

الناشط في حزب الجبهة الشعبية مهدي كشوخ يرى أن مسيرة السبسي الإبن تذّكر التوانسة بأحداث مؤلمة كأصهار بن علي وحاشية بورقيبة في سنوات حكمه الأخيرة، مضيفا أن التداخل بين العائلة والسلطة والمحسوبية والتسلط كانت من بين الحاجات التي ثار عليها الشعب التونسي.

وأضاف أن الحملة جاءت عفوية ولاقت صدى كبيرا عند كل الشرائح حتى من أنصار حزب نداء تونس الغاضبين على سياست بعد الانتخابات في ظل وجود حالة من الاحتقان والخوف من المجهول تعيشها البلاد بعد سحب الثقة من الحكومة.

وفي المقابل دعا الباجي قائد السبسي في أكثر من مناسبة  إلى "عدم معاقبة حافظ لكونه ابن الباجي قائد السبسي مؤسس الحزب ورئيس الدولة"، معبرا عن رفضه للتوريث، مؤكدا وقوفه على نفس المسافة من كافة الأطراف المتنازعة داخل الحزب.

نشر
محتوى إعلاني