السلطات المغربية تمنع مرّشحًا سلفيًا من دخول الانتخابات بسبب "فكر متطرف"
الرباط (CNN)-- منعت السلطات المغربية مرّشحًا سلفيًا من دخول غمار الانتخابات، بمبرّر تعبيره في مناسبات علنية عن مواقف مناهضة للمبادئ الأساسية للديمقراطية"، و"إشاعته أفكارًا متطرفة تحرض على التمييز والكراهية وبث الحقد والتفرقة والعنف في أوساط مكونات المجتمع المغربي".
ويتعلّق الأمر بالسلفي حماد القباج، الذي أعلن سابقًا نيته تمثيل حزب العدالة والتنمية، بمقاطعة كليز بمدينة مراكش في الانتخابات التشريعية المقرّرة يوم 7 أكتوبر القادم. وهو داعية إسلامي، عُرف بعمله في دور تحفيظ القرآن، وقرّر لأول مرة الدخول إلى عالم السياسة بالمغرب، في قرار خلّف ضجة واسعة.
ووفق ما أعلنه القباج على صفحته الرسمية اليوم الجمعة 16 سبتمبر 2016، فقد تسلّم رسالة من والي جهة مراكش آسفي، وهو موظف سامي يعيّنه الملك لتمثيل السلطة المركزية، تتضمن تبرير منع ترّشحه لعضوية مجلس النواب، وقد اعتبر القباج أن اتهامات "مناهضة الديمقراطية وإشاعة التطرف" غير صحيحة، وإلا فـ"الواجب اعتقاله في انتظار إجراء محاكمة له".
ودافع القباج عن نفسه، موجها رسالة إلى العاهل المغربي، مفادها أنه استمر يتكلم وينشر المحاضرات في مختلف المدن والدول لمدة تقارب العشرين سنة دون أن تمنعه السلطات التي "تعاملت معه باحترام، وشهد له عدد من مسؤوليها بالوطنية والوسطية ومنحوه جواز السفر مرات عديدة".
وقال القباج إنه مواطن مغربي "متشبع بروح السلفية الوطنية التي تؤمن بالاعتدال والتعايش والانفتاح وحب الوطن وتتمسك بدولة المؤسسات والقانون"، ومن "أكبر المقاومين لدعوات وسلوك بث الكراهية والحقد والتفرقة والعنف بكل أشكاله"، متحدثًا عن نشاطه في الدعوة للتصويت على الدستور بنعم.
وتابع القباج في رسالته إلى الملك: " لو فرضنا جدلا وتنزلا أنه كانت لي أخطاء في وقت ما، فإن مواقفي المذكورة ناسخة لها، وقد وسع عفوكم الكريم أشخاصا اتُهموا وحوكموا بما هو أكبر. فلماذا لا يقتدي بكم رجال السلطة الذين ظلموني بهذا الشكل غير الأخلاقي؟".
هذا ووصفت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة المغربية، قرار منع القباج من الترّشح بـ"غير المقبول"، متحدثة عن وجود "اعتداءٍ على حقه الدستوري"، وأن "نهج إدماج التيار السلفي المعتدل داخل المؤسسات والحياة العامة للبلاد من منطلق ما يجب لهم من حقوق وعليهم من واجبات، قد أثبت نجاعته وفاعليته في ضمان مزيد من الأمن والاستقرار".
وأكد الحزب أن مكانة القباج داخله ستتعزز بـ"اعتبار خصاله الحميدة وكفاءته المتميزة"، معلنة مؤازرتها له في كل القرارات التي يمكن أن يتخذها دفاعا عن "الحق والمشروعية".