هاشتاغ "طحن مو" يغزو المواقع الاجتماعية بالمغرب تضامنا مع ضحية شاحنة أزبال
الرباط (CNN)— استعمر هاشتاغ "طحن_مو" (إطحن أمه) وسائل التواصل الاجتماعي، كناية عن واقعة مقتل تاجر سمك داخل شاحنة لنقل النفايات بعد تشغيل آلية الضغط، وعمّ السخط بشكل واضح تدوينات مستخدمي هذه المواقع، لينضاف بذلك إلى احتجاجات شهدتها مدينة الحسيمة بأقصى شمال المغرب منذ ليلة أمس الجمعة بعد إعلان وفاة التاجر.
ورغم أنه لا يوجد مصدر مستقل أكد حقيقة هذه العبارة، أي "طحن مو"، أو أكد حقيقة ما راج في وسائل التواصل الاجتماعي عن أن واحدًا من أفراد الأمن أعطى الأمر لسائق شاحنة أزبال بمدينة الحسيمة قصد تشغيل آلية الشفط، إلّا أن العبارة أضحت ملازمة لغالبية التدوينات المنددة بالواقعة، عندما سحبت الشاحنة جسد التاجر إلى داخل الأزبال المضغوطة، وقد نفت إدارة الأمن المغربي رسميًا في وقت لاحق أن يكون أحد أفرادها قد أعطى الأمر بشتغيل آلية الضغط.
الواقعة تعود عندما كانت شاحنة نقل أزبال بصدد إتلاف كمية من الأسماك الممنوعة من الصيد وفق ما نقله بلاغ عن السلطات المحلية، وهي كمية مصادرة من بعض التجار الذين اشتروها من ميناء المدينة. وحسب المعلومات المتوفرة فقد احتج الشاب التاجر محسن فكري على المصادرة ودخل إلى منطقة ضغط الأزبال لمحاولة دفع السلطات الأمنية إلى التراجع عن قرار الإتلاف، غير أن آلية الضغط جرى تشغيلها، فجرّت محسن إلى الداخل ليلقى مصرعه.
وجرى تداول الهاشتاغ رفقة صورة يظهر فيها الراحل داخل الشاحنة وقد فارق الحياة، بينما دعا آخرون إلى المشاركة في احتحاجات مزمع تنظيمها غدًا.
وكتب مروان لمحرزي: "عند العرب قديمًا، كان مثل إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض، أما في المغرب، فالمثل يجب أن يكون إنما طحنت يوم طحن ولد الحسيمة.. لأن المسؤولين إذا لم يتعلموا الدرس من هذه الحادثة، وأن حياة أيّ مواطن مغربي لديها قيمة، وإذا تعاملوا مع التحقيق باستهتار.. سيأتي يوم يطحنوننا فيه"،
وكتب خالد الشريف:"هكذا يطحن المواطن المغربي بكل بساطة بين منطق الفوضى ومنطق السلطة .. في غياب مفهوم العدالة الإجتماعية"، وكتب نجيب شوقي:" محسن شهيد لقمة العيش.. محسن شهيد معركة المغاربة اليومية من أجل طرف ديال الخبز المذلول ..محسن إعلان عن فشل سياسة فوضى دولاتية منظمة في تدبير ثروات الوطن.. محسن صرخة في بحر الذل الجماعي لبعث الروح في الضمير الجمعي واللاشعور الجماعي".
وفي فيديو واسع جرى تداوله، لم يسع لـCNN بالعربية التأكد منه بشكل مستقل، يظهر حوالي ثلاثة إلى أربعة أشخاص، في المنطقة الخلفية لشاحنة جمع أزبال، وشخص يتحدث: "هؤلاء أشخاص مساكين حرموا من رزقهم"، وبعد لحظات يحاول الأشخاص في منطقة ضغط الأزبال القفز إلى الخارج، ثم تتحرك الصورة بشكل متكرر، رفقة صراخ من الحاضرين، ويظهر في آخر جانب الشاحنة جزء من جسد شخص عالق.
نموذج من تدوينات على توتير: