ما حقيقة هاشتاغ "طحن مو" الذي رافق الاحتجاج على مصرع تاجر السمك بالمغرب؟
إسماعيل عزام، الرباط (CNN)-- رافق هاشتاغ "طحن_مو" (إطحن أمه) غالبية المنشورات على الشبكات الاجتماعية التي تحدثت عن مصرع تاجر السمك محسن فكري داخل شاحنة أزبال، إذ ربط مستخدمون كثر بين ما قيل إنه أمر من رجال أمن إلى سائق شاحنة الأزبال لأجل تشغيل آلية ضغط النفايات و"فرم" فكري، في حادثة خلّفت احتجاجات واسعة في أزيد من 20 مدينة مغربية، غير أن أسئلة كثيرة أثيرت حول حقيقة نطق هذا الأمر.
وتعود قصة هذا الهاشتاغ إلى الليلة الفاصلة بين يومي الجمعة والسبت 28 و29 أكتوبر/تشرين الأول 2016، غداة انتشار خبر مصرع التاجر بمدينة الحسيمة، وبدأت قصة الهاشتاغ عندما تداول نشطاء فيسبوك نصًا موحدًا حول تفاصيل منسوبة إلى أحد أبناء المدينة حول ما وقع، ووجود أمر من الشرطة بـ"فرم" تاجر السمك.
وشرع نشطاء في تعميم الهاشتاغ انطلاقًا من الأمر المُفترض، في وقت كان فيه هاشتاغ آخر هو المنتشر أكثر وهو #هي_جريمة_قتل_وليس_انتحار. كما جرى تعميم هاشتاغ آخر هو #شهيد_الحكرة وكذا هاشتاغ #كلنا_محسن_فكري، غير أن #طحن_مو كان هو الأكثر تداولا وفق إحصائيات موقع hashtagify.
إلّا أن الأمن المغربي عمّم بلاغًا يوم السبت، أشار من خلاله إلى أن "المزاعم التي تنسب لموظف شرطة إعطاء الأمر لسائق الشاحنة بتشغيل آلية الضغط على النفايات، المتصلة بالمقطورة، تبقى مجرد ادعاءات غير صحيحة"، وقال الأمن إن ذراع التحكم في هذه الآلة الضاغطة توجد في الجهة اليمنى لآخر الشاحنة، ولا يمكن لسائق شاحنة الأزبال أن يتحكم فيها، بل في الغالب مستخدمون آخرون.
كما نقل الوكيل العام للملك في جهة الحسيمة، أنه "لم يثبت صدور أيّ أمر بالاعتداء على الضحية من طرف أي جهة"، مشيرًا إلى أن فرضية "القتل غير العمدي" هي الأكثر ترجيحا.
ونقل موقع "اليوم 24" على لسان شقيق الراحل، عماد فكري، أن عبارة "طحن مو" تبقى عبارة فيسبوكية، أي أنها لم ترد في الواقع، غير أن عماد فكري، أشار إلى أن تحقيقًا شخصيًا قام به مع من كانوا برفقة الراحل وشهود عيان، ذكروا له أن شخصا معينا هو من ضغط جذب ذراع شفط الأزبال، وأن الحشود التي كانت حاضرة طاردت هذا الشخص الذي فر من عين المكان، ولم يكشف عماد عن هوية هذا الشخص، كما لم ينقل أنه قام بسلوكه لأجل قتل الراحل.
إلّا أن مقطع فيديو متداول لمن قُدم على أساس أنه صديق الراحل، ويظهر من كلامه أنه يعمل في مجال الصيد البحري، قال إن الراحل رفض مصادرة بضاعته لدرجة أنه يفضل الانتحار من أجلها، فقام أحدهم بإعطاء الأمر: "اطحن دين مو"، (إطحن دين أمه).وفي المقطع الوحيد المتداول على أنه يوثق لحظة "فرم" محسن فكري، يظهر حوالي ثلاثة إلى أربعة أشخاص، في المنطقة الخلفية لشاحنة جمع أزبال، وشخص يعلّق: "هؤلاء أشخاص مساكين حرموا من رزقهم"، وبعد لحظات يحاول الأشخاص في منطقة ضغط الأزبال القفز إلى الخارج، ثم تتحرك الصورة بشكل متكرر، رفقة صراخ من الحاضرين، ويظهر في آخر جانب الشاحنة جزء من جسد شخص عالق، دون أن يتضح وجود أيّ أمر بطحن المحتجين داخل الشاحنة.