يتبين في كل مرة أنها كاذبة.. لماذا تستهدف الإشاعات حياة بوتفليقة؟

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: AFP getty images

الجزائر (CNN)—  ظلت الإشاعة تلاحق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة منذ إصابته بجلطة دماغية في ابريل/ نيسان 2013 ، وفي كل مرة يطول فيها غياب الرئيس عن المشهد السياسي والإعلامي، أو عندما يتوجه للعلاج أو تلقي فحوصات طبية بالخارج، تخرج مجدّدًا إشاعات وفاته، منطلقة من وضعه الصحي.

محتوى إعلاني

وتسارع بعد هذه الإشاعات مؤسسة الرئاسة أو وكالة الأنباء أو التلفزيون الرسميين ببث لقطات عن الرئيس أو أخبار حتى يتم التأكيد أنه لا يزال حيًا.

محتوى إعلاني

ورغم أن عددًا  من زعماء أحزاب الموالاة وكذا أعضاء من الحكومة يطلون بتصريحات مفادها أن صحة الرئيس بخير وتتحسن مع مرور الوقت، كان آخرها تصريح لأحد المسؤولين يؤكد فيها أن الرئيس سيقف على رجليه خلال الأيام القليلة القادمة،  إلّا أن هذه التطمينات لا تلقى صداها في الراي العام.

لذلك بدأت السلطات الجزائرية مؤخرًا بتقديم أخبار رسمية تخبر فيها بتنقل الرئيس الى الخارج لتلقي الفحوصات الطبية التي تصفها في كل مرة بـ"الروتينية والعادية"، غير أن ذلك لم يلفح في تلافي الإشاعات، التي تبدأ أحيانا من داخل الجزائر، وأحيانًا من الخارج.

وفي هذا الشأن، يقول أستاذ العلوم السياسية توفيق بوقاعدة إن اشاعة خبر وفاة الرئيس مصدرها في الأساس "الغموض الذي تتعامل به السلطة حول ملفه الصحي"، ويتهم بوقاعدة المعارضة بتسريب هذه الإشاعات، قائلا: "مصدر الإشاعة هي دائما المعارضة التي تشكك دائما في ما يصدر عن السلطة، فتلجأ إلى الإشاعة أولا لإحراج السلطة أمام الرأي العام من جهة،ومن جهة أخرى لتتبين الوضع من جهة ثانية".

ويظهر أن أصحاب الاشاعة التي تطال الرئيس في كل مرة وجدوا ضالتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ صارت قنوات سريعة لانتشارها، خصوصا بعدما انخرطت في هذه العملية عدة شخصيات واحزاب المعارضة للسلطة في ترويجها، عبر طرحها تساؤلات تحمل في طياتها شكوكا حول حالة الرئيس الصحية.

ويضيف بوقاعدة أن الاشاعة ليس مصدرها كل مرة القوى السياسية او الشخصيات السياسية، بل يلجأ اليها في بعض الاحيان "شباب مغامر يرفض واقعه"، مشيرا إلى انه يمارسها " كنوع من الانتقام من السلطة الحالية التي يرجع لها سبب الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والفساد السياسي".

من جهته، يرى الصحفي حميد يس أن أسباب تفشي الاشاعة راجع الى أن مؤسسة الرئاسة تحيط مرض الرئيس بكثير من التكتم، وتعتبره سرًا، وذلك لـ"طبيعة النظام الجزائري الذي يرفض الضوء ويفضل العتمة والظلام"، متحدثًا عن أن "أزمة الشرعية التي تلاحق النظام منذ 62 هي سبب ثقافة التكتم المستحكمة فيه".

ومع بروز الاشاعة، تصاحبها تساؤلات جمة أبرزها قدرة الرئيس على قيادة البلاد والتحكم في الوضع، وهو ما طرحته الكثير من الشخصيات السياسية على غرار حزب طلائع الحريات الذي كان ينادي في كل مرة على لسان رئيسه بن فليس بأن "النظام غير شرعي واننا نعيش حالة شغور في منصب الرئيس".

أما من وجهة نظر علم الاجتماع، يفسر الباحث مصطفى راجعي، في اتصال بـCNN بالعربية، هذه الظاهرة على أساس اقتصادي، إذ يعتبرها "سوق تنافسية يتحكم فيها إنتاج و استهلاك الإشاعات حول صحة الرئيس"، فمثل هذه الأخبار " يبحث عنها المواطن والمؤسسات وحتى الدول الأخرى لما لها من انعكاسات سياسية وطنية ودولية"، على اعتبار أن النظام السياسي الجزائري "نظام يقوم على شخصية الرئيس".

نشر
محتوى إعلاني