سلطات الجزائر تعلن الحرب على "الانحرافات الظلامية" و"برامج الفتنة" في القنوات
الجزائر (CNN)— طالبت سلطة ضبط السمعي-البصري في الجزائر جميع القنوات الإعلامية بالتحلي باليقظة التامة للقضاء على التشدد والكراهية، متحدثة عن أن البرامج الدينية في البلاد يغلب على محتوياتها "انحرافات ظلامية"، بالنظر إلى "خطابات العنف التي تؤسس لعدم الاستقرار والفتنة والتفكك الاجتماعي".
وقالت السلطة المخوّل لها مراقبة أداء القنوات العمومية وإقرار عقوبات في حالة مخالفة القوانين في بيان لها أمس الثلاثاء، إن "خطابات العنف في البرامج الدينية، ترافقها فتاوى تصدر عن أشخاص نصبوا أنفسهم دعاة دون تكوين يؤهلهم لتحمل المسؤولية التي تتطلب صدق النية واليقظة وعدم الاستغلال من طرف الغير".
وتابعت السلطة أنه ينبغي الحذر من البرنامج، سواء المنتجة محليًا أو المستوردة، التي من شأنها زرع وتغذية كل أنواع التعصب والتطرّف، لافتة إلى أن ما يبث حاليًا من برامج دينية "من شأنه أن يشكّل خطرًا حقيقيًا على أمن البلاد"، مشيرة إلى أنها مهتمة بهذا الوضع "الذي من شأنه أن يؤدي إلى الفوضى".
وأبرزت السلطة ذاتها أنها بادرت مؤخرًا إلى تنظيم سلسلة لقاءات مع مسؤولي أعلى المؤسسات والهيئات الوطنية التي لها سلطة الإشراف وتأطير الشأن الروحي والديني، على غرار رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ووزير الشؤون الدينية والأوقاف والعديد من العلماء والفقهاء للتداول حول الموضوع.
وانبثق عن هذه اللقاءات "قاعدة تفكير تمكن من تحديد مخطط إرشادي من أجل تكريس هذه الإرادة المشتركة للدفاع عن الإسلام بما يتماشى مع تاريخنا وثقافتنا في إطار التلاحم الاجتماعي والوحدة الوطنية"، تقول السلطة، مضيفة أن هذه المبادئ هي التي ستعتمد في مجال تقييم البرامج الدينية بالقنوات.
وتعرف الجزائر عدة برامج دينية في القنوات العمومية والخاصة، تستضيف فقهاء لإلقاء دروس أو للرد والتفاعل بشكل مباشر مع أسئلة المشاهدين، وسبق لوزير الشؤون الدينية محمد عيسى أن طالب القنوات بمحاربة الخطابات الهدامة، كما أنشأت جمعية العلماء المسلمين بالجزائر هيئة إفتاء للحد مما تراه فوضى للفتاوى بالبلاد.