رأي: جرأة روسيا تتوجب مواجهة القصاص الامريكي

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: Mark Wilson/Getty Images

هذا المقال يعود لإيفان إيلاند، وهو مدير مركز السلام والحرية في المعهد المستقل، ولا يعكس بالضرورة رأي شبكة CNN.

محتوى إعلاني

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- لقد كانت الطريقة التي وصفت بها وسائل الاعلام الامريكية والسياسيين "التهديد" الروسي في كثير من الأحيان بالهستيرية والمبالغ فيها.

محتوى إعلاني

حيث اعتبرت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن روسيا اخترقت المنظمات السياسية في الولايات المتحدة بالتلاعب بنتائج الانتخابات. ولقد تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالرد على الروس "في الوقت والمكان المناسبين."

أحد النتائج الواضحة لتوسع حلف الناتو في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، بروز الزعيم الروسي القومي فلاديمير بوتين وموقفه العدواني تجاه الغرب في جورجيا وأوكرانيا وسوريا. وعلى عكس الولايات المتحدة، التي تمتلك خنادق كبيرة في المحيطات وتتميز ببعدها عن مراكز الصراعات في العالم، فإن روسيا لديها الكثير من الأسباب للشعور بعدم الأمان على حدودها.

على مر التاريخ، لقد تم غزو الروس عدة مرات. فلقد أدى الغزو النازي الى مقتل 25 مليون شخص، ولهذا فإن روسيا لديها مخاوف مشروعة من إبقاء حاجز أمني على أراضي صديقة في المناطق المجاورة مثل جورجيا وأوكرانيا. ولا تزال موسكو مصرة على مساعدة احدى اخر حلفائها في العالم، سوريا.

لقد كان قرار بوتين بضم شبه جزيرة القرم يستند إلى قيمة استراتيجية لاستخدامها في مجال الإسكان لقاعدة بحرية في البحر الأسود.

ويعاني الاقتصاد الروسي في هذا الوقت بسبب انخفاض أسعار النفط وبسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضت على روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا. ونتيجة ذلك، فإن الانفاق على الدفاع كان في زيادة، ولكن من المتوقع أن ينخفض في السنوات القادمة. وتنفق الان روسيا ما يقارب 66 مليار دولار على الدفاع.

ولم تتهم وكالة الاستخبارات الامريكية بوتين بمحاولة اختراق المنظمات السياسية الأمريكية فحسب، بل أيضا بمحاولة ترجيح كفة الانتخابات لدونالد ترامب. وأن كان ذلك قد حدث فعلا، فهذا يعني أن روسيا قد تعدت حدودها.

وقد يعتقد معظم العالم أن السخط على تدخل قوة أجنبية في الانتخابات الامريكية يعد نفاقا لأن الولايات المتحدة كانت تتدخل بشكل دائم في سياسات البلدان الأخرى منذ الحرب العالمية الثانية. في الحقيقة، فلقد أطاحت بحكومات منتخبة ديمقراطيا مثل غواتيمالا، وإيران، وجمهورية الدومنيكان، وتشيلي.

وقد يكون تدخل بوتين في الشأن الأميركي كنوع من الانتقام بسبب تشجيع هيلاري كلنتون على احتجاجات المناهضة لبوتين في 2011، لكون الانتخابات البرلمانية الروسية لم تكن نزيهة.

إن أرادت الولايات المتحدة الأميركية عدم تدخل الدول الأخرى في انتخاباتها، فعليها عدم التدخل في الأنظمة السياسية لهذه الدول.

ومع ذلك فإن على روسيا مواجهة بعض القصاص ردا على وقاحتها، ويجب أن تقتصر استجابة الولايات المتحدة على الساحة الالكترونية وأن تبدأ قبل مغادرة أوباما للبيت الأبيض.

بالتأكيد يجب عدم اتخاذ أي اجراء عسكري اتجاه دولة تمتلك كم هائل من الأسلحة النووية كروسيا. يجب أن تكون الاستجابة الأميركية سريعة وقوية لمنع روسيا ودول أخرى من ممارسة الخدع الالكترونية في المستقبل.

ولكن بالطبع فإن هذه الاستجابة يجب ألا تحول دون تعزيز العلاقات بين إدارة ترامب الجديدة والروس، حيث ستحتاج الولايات المتحدة روسيا لمواجهة داعش والصين.

نشر
محتوى إعلاني