رأي: 2017 هو عام الإسلاموفوبيا في الغرب
هذا المقال بقلم كاميليا انتخابي فرد، وهي صحفية أمريكية / إيرانية، كاتبة ومحللة سياسية تكتب عن إيران والسياسة الخارجية الأمريكية وقضايا منطقة الشرق الأوسط، والآراء الواردة فيما يلي لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يبدأ عام 2017 مع العديد من التغيرات والتطورات والتي ستمتد طوال هذا العام على الاغلب. من قرار مجلس الأمن الدولي الذي رحب بالهدنة السورية في 31 ديسمبر/ كانون الأول، والذي يعتبر بداية جيدة لهذا العام، إلى تولي الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو جوترز مهام منصبه في 1 يناير 2017.
إذا استمر وقف الأعمال العدائية الحالي في سوريا فسيحتاج قادة العالم الى مناقشة اهم جانب من جوانب هذه الحرب الاهلية المستمرة منذ ما يقارب 6 سنوات. أعتقد ان إعادة بناء سوريا من اجل حل أزمة اللاجئين شيء ضروري جدا.
لكن مستقبل الأسد في هذا الصراع، والذي قد يعتبره كثيرون في المنطقة أمراً أساسياً، قد لا يحتل نفس الأهمية بالنسبة للدول الغربية. هناك شيء اخر أكثر أهمية على سلم الأولويات الغربية وهو وجود المهاجرين المسلمين الذي يعتقد كثيرون أنه يهدد أمن الدول الغربية وهويتها.
كما أن الشراكة الجديدة بين روسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد أكثر من قرن من الخلافات والصراعات بين البلدين، والتحالف الواضح بينهما في هذه الفترة أمر مهم أيضا. ولكن الى أي مدى سيبقى هذا التعاون والتحالف؟ ربما يستمر ذلك طالما بقي النظام الحالي في طهران، والذي يتطلع لتقوية نفسه والبقاء بعيدا عن الدول المجاورة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الغرب، ويحرص على لعب دور إقليمي مختلف يخدم مصالح النظام الإيراني بالدرجة الأولى.
التغييرات المتسارعة التي تحصل في المملكة العربية السعودية أمر جدير بالمشاهدة والاهتمام أيضا. ان أعضاء القيادة السعودية الجديدة هم من الشباب ومعظمهم تلقوا تعليما عاليا، وهم يحرصون على العمل بشكل مستقل ومختلف تماما عن اجدادهم، الأمر الذي يعني أن القيادة الجديدة الطموحة ستقود البلد في اتجاه مختلف. تقليص الاعتماد على الغرب وعلى النفط، وتشجيع الاستثمار في مجالات اقتصادية جديدة كما تنص الرؤية الاقتصادية الجديدة التي تتطلع إلى إنهاء الاعتماد على النفط تماماً بحلول 2030.
إن الطموح السعودي لبرنامج التحول الوطني من المفترض ان يكتمل في 2030، وهو خارطة طريق لعمل اقتصادي متكامل وتنمية متصاعدة في المملكة.
إيران أيضاً تتمتع بنفوذ إقليمي واسع، لكنها تطمح في السنوات القادمة لتطوير قدراتها العسكرية والاقتصادية لتعزيز موقعها الدوالي والإقليمي.
ومن الواضح أن هناك تضارباً في المصالح بين القوتين الإقليميتين، إيران والسعودية، قد يستمر على مدى السنوات القادمة، ولكنه يمكن ان يتحول الى تضارب أكثر حكمة، خاصة وأن الطرفين يدركان تماماً أنه لا يمكن حل الصراعات الإقليمية الا بوجود تعاون إيجابي حقيقي بين إيران والسعودية.
ولكن حتى إذا انتهت الحرب في سوريا وتم القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في هذا العام، سيبقى هناك تحدي اخر أمام الغرب، وهو الإسلاموفوبيا.
هناك توجه غربي متزايد نحو وضع المسلمين ضمن تصنيف سياسي واحد. وبالرغم من الوضع الجيوسياسي الذي برز منذ هجمات 11 سبتمبر، ووصول التفجيرات والهجمات الإرهابية إلى داخل الدول الغربية، وتنامي الإرهاب الداخلي في الغرب، إلا أن كثيراً من مخاوف الغرب تتعلق بأزمة اللاجئين الحالية. هذا التحول هام إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه قبل ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن العشرين، لم يكن يشار إلى هؤلاء اللاجئين على أنهم مسلمون، بل كان التصنيف يتم على أساس إثني وجغرافي. ولكن إذا استمر العنف والإرهاب في الدول الغربية فإن الغرب سرعان ما يتوقف عن تعريف هؤلاء اللاجئين على أساس إثني أو جغرفي، وسيكتفي على الأغلب بالنظر إلى الجميع على أنهم مسلمون، وسيتعرض الجميع للاضطهاد بغض النظر عن البلد الذي ولدوا فيه أو جاؤوا منه.
هناك جدل واسع يدور في الغرب حول تعريف الإسلام ومعنى أن يكون الإنسان مسلما، وسيتوسع هذا الجدل أكثر في عام 2017. فقد اكتسب الإسلام مكانة بارزة في السياسة الأوروبية –ليس بالمعنى الإيجابي بالضرورة- ولم يعد بإمكان المسلمين الاوربيين التخلص من النظرة السلبية إليهم بسهولة. وعلينا ان ننتظر ونرى إذا كانت الهوية الإسلامية الحقيقية يمكن ان تتغلب على الإسلاموفوبيا في الغرب ام لا.