احتمال عرقلة تعيين تيلرسون.. "لكزة في عين" ترامب وفرصة روبيو للانتقام لخسارته في السباق الرئاسي
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- يجد ماركو روبيو، السناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا، الذي تراجع عن قراره بالانسحاب من مجلس الشيوخ بعد خسارته الترشيح للرئاسة عن الحزب الجمهوري، نفسه فجأة وسط الزوبعة السياسية التي تحوم حول الإدارة المقبلة للرئيس المنتخب، دونالد ترامب.
أسئلة روبيو الصعبة التي وجهها الأربعاء لاختيار ترامب لوزارة الخارجية، ريكس تيلرسون، خلال جلسة تصديق تعيينه في مجلس الشيوخ، والشكوك التي لم تُحل حول ترشيح رئيس شركة "إكسون موبيل" السابق، تضع روبيو أمام مجموعة من الخيارات السياسية المثيرة.
وكان من المتوقع أن يلتقي روبيو مع تيلرسون الخميس بعد أن أعرب الأول عن تحفظات حول إجابات الدبلوماسي الأمريكي المحتمل حول روسيا والفلبين والمملكة العربية السعودية - لا سيما في مجال حقوق الإنسان - خلال جلسة التصديق، الأربعاء.
وقال روبيو لـCNN الخميس: "ما زلنا نعمل على بحث الأمور، وسنقرر قريبا."
من بعض النواحي، موقع روبيو وسط دراما تصديق تعيين تيلرسون تؤكد صحة قرار الأول بالعودة إلى مجلس الشيوخ. في ذلك الوقت، رأى السناتور الجمهوري أن اهتمامه العميق بالسياسة الخارجية والتهديدات للأمن القومي الأمريكي برر قراره بالبقاء في واشنطن. وتعطي عملية تصديق تيلرسون منصة فورية لروبيو لتشكيل مسار السياسة الخارجية للإدارة الجديدة.
كما أنها تتيح له فرصة الانتقام، إذ سيشكل قرار إبطاء أو عرقلة ترشيح تيلرسون لكزة في عين ترامب. قد يغري ذلك روبيو بعد أن رأى أحلامه الرئاسية تُسحق العام الماضي من قبل الملياردير الذي سخر منه بلقب "ماركو الصغير" خلال السباق الرئيسي المرير.
تعقيدات
قد يعقد روبيو تعيين تيلرسون من خلال رفض تأييده في تصويت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. على افتراض أن جميع الديمقراطيين سيعارضون تيلرسون أيضاً، من شأن ذلك أن يجبر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إلى اللجوء إلى بعض "الجمباز التشريعي" لتصديق تعيين اختيار ترامب أمام مجلس الشيوخ بكامل أعضائه.
وقد تحدد مثل هذه الخطوة روبيو ناقداً لسياسة إدارة ترامب الخارجية في وقت مبكر، ولا سيما حول عزم الرئيس المنتخب لإصلاح العلاقات بين الولايات المتحدة والكرملين الروسي. ولكن معارضة تيلرسون ستقلل قدرة روبيو المستقبلية للتأثير على السياسة الخارجية في إدارة ترامب من مجلس الشيوخ، إذ سيصبح على الفور شخصاً غير مرغوب فيه للإدارة الجديدة.
قرار معارضة تيلرسون سيضع بشكل فعال روبيو في صف صقور السياسة الخارجية الجمهوريين مثل جون ماكين وليندسي غراهام. إذ مثل روبيو، لم يتخذ ماكين وغراهام قراراً حتى الآن بشأن ما إذا كانا سيؤيدان تيلرسون. ونظرا لأغلبية الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، فإن قراراً من الثلاثي بمعارضته يمكن أن يقضي على فرص تعيين تيلرسون، في حال عارض جميع الأعضاء الديمقراطيين الـ48 في مجلس الشيوخ أيضاً.