من حمال خضر إلى موظف حماية اجتماعية.. قصة مغربي تثير الإعجاب

نشر
3 دقائق قراءة
Credit: RR

إسماعيل عزام الرباط (CNN)— عرفت قصة رجل مغربي قاوم الصعاب وانتقل من حمالٍ بسوق الخضر لا يملك حتى مستوى البكالوريا إلى موظف حماية اجتماعية بمؤسسة التعاون الوطني يملك مستوى الإجازة انتشارا واسعا في فيسبوك، بعد نشرها من لدن ناشط على هذا الموقع هو يوسف معضور.

محتوى إعلاني

القصة هي قصة رشيد ولد العبار، ابن مدينة آسفي، المولود نهاية عام 1972، والذي تمكن قبل أشهر قليلة من النجاح في امتحان متصرف من الدرجة الثالثة. فقد انقطع عن الدراسة عام 1993 لأسباب اجتماعية، وتحوّل قسرًا إلى العمل بشكل مؤقت في عدة مهن منها الحدادة والنجارة والميكانيك وحراسة السيارات وحمل الخضر.

محتوى إعلاني

وكانت نقطة التحوّل في مسار رشيد انتقاله للعمل حارس أمن خاص في مدخل الكلية المتعددة التخصصات بمدينة آسفي (وسط المغرب) بداية عام 2006 بأجر جد متدنِ لم يتجاوز 1800 درهم (180 دولارا)، وقد سمحت له التجربة بالتعرّف على أجواء الكلية والتعليم الجامعي، ممّا دفعه إلى اتخاذ قرار أن يكون زميلا في مقاعد الدرس للطلبة بدل أن يكون مجرّد حارس لبوابة كليتهم.

وكان لزاما على رشيد الحصول على شهادة البكالوريا للمرور إلى التعليم العالي، لذلك أقبل على الدراسة بكثير من الشغف، واستطاع الحصول عليها في صيف 2006 وعمره 35 عامًا، ليمرّ بعد ذلك إلى الكلية، حيث سجل اسمه في قائمة طلبة السنة الأولى بمسلك القانون الخاص.

ولم يتوقف رشيد عند مجرد الدراسة والمزاوجة بينها وبين عمله، بل عاد لإحياء هواية قديمة تخص ممارسة التمثيل والإخراج المسرحي، وشارك في عدة ملتقيات وطنية لأبي الفنون رفقة فرقة من الكلية، كما حاز على عدة جوائز في هذا المجال، وفي عام 2010، حصل على الإجازة.

شغف رشيد بالدراسة دفعه لخوض تجربة أخرى تتمثل في الالتحاق بالإجازة المهنية شعبة تسيير المؤسسات ذات الطابع الاجتماعي، التي تُدرّس في عام واحد للحاصلين على "باكالوريا+2"، ليتخرج سنة 2011 بهذه الإجازة.

وبعد كل هذه النجاحات، آن الأوان لرشيد كي يلتحق بعمل أفضل يراعي طبيعة شواهده الدراسية واهتماماته، لذلك اجتاز بنجاح شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي مباراة وطنية لتوظيف أطر في المجال الاجتماعي، وهو الآن في طور التكوين كي يعمل متصرفًا في مؤسس التعاون الوطني، وتحديدا أحد أطر الميدان في الحماية الاجتماعية.

ويقول رشيد في تصريح لـCNN بالعربية: "كنت دائمًا أحب قصة طائر الفينيق الذي ينبعث من رماده، لذلك عندما ولجت الكلية حارس أمن، اكتشفت أنني قادر على التحصيل العلمي، خاصة لاهتمامي بالمسرح والفن، ولأنني كذلك كنت أدرس بجد في السلك الثانوي".

ويتابع رشيد: " انقطعت عن الدراسة بسبب أفكار سلبية كانت تشجع التلاميذ على مغادرة مقاعدهم والتفكير في الهجرة"، مضيفًا أنه طوال سنوات الدراسة بالكلية، لقي دعما من عدة أساتذة وعدة موظفين، وأنه أضحى اليوم يفكر في الزواج بعد تحسّن أوضاعه المالية.

نشر
محتوى إعلاني