تعهد ترامب بتفجير داعش بلا هوادة.. هذا ما ينتظره
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- مرّ قرابة 900 يوم منذ بدأت الحرب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم "داعش،" ومع اقتراب تولي إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب السلطة، بوعوده بتفجير التنظيم بلا هوادة، ما موقع الحملة ضد الجماعة المسلحة؟
تقترح إحدى الاستطلاعات أن "داعش" فقد تقريباً ربع الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا خلال العام الماضي فقط، وأكثر من ثلثها منذ بروزه على الصعيد العالمي.
إذ تلقت موارد التنظيم المالية ضربة قاسمة، وفقاً للتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، كما قُتل 180 قيادياً "رفيع المستوى" في التنظيم إثر 17 ألف غارة جوية.
كما انخفض معدل المنشورات الإعلامية التي عادة ما تكون مروّعة، وفق أحد المحللين، مقارنة بالكم الهائل الذي كان التنظيم ينشره في السابق.
هذا حال "داعش" قبل تولي ترامب مقاليد الحكم:
"خلافة داعش" تتقلص في 2016
يخسر "داعش" أراضيه في جميع أنحاء "خلافته" المزعومة، وفقاً لتقرير جديد. إذ ترى مؤسسة "IHS" الاستخباراتية التحليلية الدولية، التي تبني تقاريرها حول الصراعات العالمية بناءً على المعلومات الاستخباراتية المتوفرة للعلن ووسائل التواصل الاجتماعي ومصادر على الأرض، أن "داعش" فقد 17.6 ألف كيلومتر مربع من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا خلال عام 2016. وتقلصت "خلافة داعش" في الدولتين بنسبة 23 في المائة خلال العام الماضي، وفقاً لاستطلاع وخريطة نشرتهما المؤسسة، في حين فقد التنظيم 34 في المائة من أراضيه في نفس المنطقة خلال عام 2015.
تظل عاصمة "الخلافة" المزعومة في سوريا
بالإضافة إلى عاصمة "الخلافة" المزعومة في مدينة الرقة السورية، لا يزال التنظيم يسيطر على قطع من الأراضي لا تبعد كثيراً عن حمص وتدمر، بعد استعادة السيطرة عليها من النظام السوري الام الماضي. كما للتنظيم وجود في المناطق الريفية المحيطة بمدينة دير الزور الشرقية.
وأفادت مؤسسة "IHS" بأن مساحات الأراضي التي خسرها التنظيم ازدادت بعدما تمكنت "قوى سوريا الديمقراطية" (SDF) – التحالف المكون من مليشيات عربية وكردية وتركية تدعهما الولايات المتحدة – من السيطرة على مدينة الشدادي الاستراتيجية في مارس/ آذار، ثم تحركت نحو منبج في مايو/ آيار، وعندما تمكنت قوات عملية "درع الفرات" التركية من استعادة مدينة "دابق" ذات الأهمية الرمزية لدى التنظيم.
"داعش" يحاول صد تقدم القوات العراقية في الموصل
أبرز التنظيم وجوده في مدينة سامرّاء العراقية ومؤخراً في الهجمات التي شهدتها العاصمة بغداد في مطلع العام، ما أسقط عشرات القتلى والجرحى.
ولكن التنظيم يظل عموماً منحصراً في المناطق الحضرية من مدينة الموصل، حيث هو على وشك خسارة الضفة الشرقية من المدينة. ما سيترك له الجانب الغربي، رغم أن البعض يرى أن المعركة لاستعادة السيطرة على معقل التنظيم الأخير في العراق قد تستمر حتى مارس/ آذار المقبل.
وتُشير مؤسسة "IHS" إلى ارتفاع في مساحات الأراضي التي خسرها التنظيم خلال مايو/ آيار عندما طردت القوات العراقية مسلحي التنظيم من رتبة وغرب الأنبار، وشهدت خسائر "داعش" في الأراضي ارتفاعاً آخر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عندما بدأت عملية "تحرير الموصل".
ويقول المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة – المعروفة باسم "عملية الحزم التام" – الكولونيل، جون دوريان، إن التنظيم خسر الرمادي والفلوجة وهيت والقيارة والشرقاط.
ما بعد العراق وسوريا
خسر "داعش" العام الماضي السيطرة على مدينة سرت، آخر معاقله في ليبيا، ولكنه لا يزال لديه ربما مئات المقاتلين في الدولة. ما قد شكل تهديداً على الوضع الأمني غير المستقر في المدن الليبية وربما أيضاً يخدم كمصة للتخطيط لهجمات في أوروبا القريبة. أما في أفغانستان، أرغمت موجة من الغارات الأمريكية دعماً للجيش الأفغاني التنظيم على التراجع.
ولكن "داعش" أثبت قدرته على الصمود في عدد من المحافظات، وجذب المتطرفين الين نفروا من تمرد حركة "طالبان" العتيقة. ويُذكر أن الانتحاري الذي فجر نسفه وقتل العشرات في نهاية العام الماضي في مسجد للشيعة في كابول، زعم انتماءه لـ"داعش".
الهجمات العالمية المستوحاة من "داعش"
منذ إعلان تأسيس "الخلافة" في يونيو/ حزيران 2014، نفذت "الدولة الإسلامية" المزعومة أو "ألهمت" أكثر من 140 هجوماص إرهابياً في 29 دولة إلى جانب العراق وسوريا.
وتسببت هذه الهجمات في مقتل ما لا يقل عن 2043 شخصاً وأسقطت آلاف الجرحى، وفقاً لتعداد تجريه شبكة CNN. ويُذكر أن مدى انخراط "داعش" في تلك الهجمات يختلف من حالة لأخرى.