ضابط تركي مفصول: حملة التطهير تركت القوات المسلحة "ضعيفة"
15 يوليو 2016 كانت الدبابات تجوب شوارع إسطنبول وأنقرة بينما تقصف طائرات الـF-16 مقر البرلمان وتهدد طائرة الرئيس.
الضابط: تلقيت رسالة عبر هاتفي تعلمني بوجود أمر غريب يحصل بتركيا.
هذا القائد العسكري التركي السابق كان في منصب يتبع لحلف الناتو في تركيا، وهو يتحدث لنا دون كشف هويته خوفا على سلامته وتجنبا لتعرض عائلته للانتقام كما يقول.
الضابط: الفوضى كانت قد بدأت بالفعل.
استمرت المحاولة الانقلابية قرابة 24 ساعة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص خلال يومين. الرئيس رجب طيب أردوغان أطلق حملة تطهير بعد المحاولة أسفرت عن طرد 95 ألف شخص من وظائفهم واعتقال 43 ألفا آخرين بينهم أساتذة وصحفيون اتهموا بدعم الانقلاب.
هل كنت تتوقع ما سيحصل بعد محاولة الانقلاب مثل موجة التطهير الكبير؟
الضابط: لا، لم أتوقع ذلك.
هل خشيت من تأثيرات التطهير؟
أجل لأن أسماء بعض زملائي كانت على قوائم الشخصيات التي اتهمها الإعلام بدعم الانقلاب والتخطيط له إذ ظهرت بعد الانقلاب مباشرة عبر الإعلام الحكومي قوائم تضم أكثر من 200 ضابط برتب عالية وبينهم جنرالات. لقد كانت القائمة جاهزة وهذا أمر لا يمكن تصديقه صراحة. هذا أمر غير طبيعي.
بعد ذلك ظهر اسمه هو على القوائم وطُلب منه العودة إلى أنقرة فورا، ولكن عندما علم باعتقال رفاقه عند وصولهم رفض الرجوع إلى تركيا، ما أدى لفصله من عمله مباشرة. ومع ذلك هو يصر على نفى صلته بالانقلاب.
CNN نقلت الكثير من المزاعم التي رددها الضابط التركي إلى الحكومة التركية طالبة ردها، ولكن أنقرة لم ترد.
أوروبا وأمريكا تعتمدان على تركيا من أجل محاربة الإرهاب ومقاتلة تنظيم داعش، ولكن الضابط يقول إن تركيا لم يعد لديها ما يكفي من الطيارين لإدارة أسطولها من مقاتلات f-16 بعد فصل المئات من طياري الجيش، مضيفا أن القوات المسلحة التركية باتت الآن ضعيفة للغاية.
الضابط: سأكون صريحا للغاية. القوات المسلحة التركية، وخاصة وحدات الخدمة في القوات البرية والبحرية والجوية فقدت إلى حد كبير قدراتها القتالية.
وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، كان قد أكد في لقاء سابق مع مذيعة CNN، كريستيان أمانبور، بضرورة استئصال مخططي الانقلاب وتعليق عمل المتعاطفين معهم، ولكنه أقر بحصول بعض الأخطاء.
جاويش أوغلو: هل يمكننا اقتراف أخطاء؟ اجل، وواجبنا هو اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية الأبرياء من العقاب ومن عمليات التطهير.
لا يمكن لهذا الضابط إثبات براءته دون أن يعرف طبيعة التهم الموجهة إليه.
الضابط: نحن نحب بلدنا. كل من يصمت الآن بمواجهة هذه الأكاذيب والادعاءات وتراجع الديمقراطية وقيم الدولة والأمة في تركيا سيُعامل كشخص غير مسؤول في نظر من سيكتب تاريخ شعبنا.