كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN عن الفرق بين اللاجئين ذوي البشرة البيضاء والسمراء
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هناك الكثير من الحديث هذه الأيام عن أزمة اللاجئين العالمية، وعن البلدان التي يستطيعون الدخول إليها وكيف يمكنهم أن يفعلوا ذلك.
إن مكان ولادة المرء والجنسية التي يحملها أمور غير اختيارية، مثلها في ذلك مثل الآباء والأمهات، حيث لا يمكن لأحد أن يختار أهله أو لون بشرته.
إن المكان الأكثر جاذبية للمهاجرين في العالم هذه الأيام هو الدول الغربية، وذلك لكونها تتمتع بظروف اقتصادية أفضل وأنظمة ديمقراطية وحرية أكثر من الدول الأخرى.
لكن المشكلة الحقيقية ليست في اختيار اللاجئ أو المهاجر للبلد الذي يريد أن يتوجه إليه، لكنها في قبول أو رفض ذلك البلد استقباله.
هناك عدة عوامل تلعب دوراً رئيسياً في قبولك أو رفضك في البلد المضيف: لهجتك ومظهرك ولونك وديانتك. لم تعد الجنسية الجديدة تضمن لك المساواة في الحقوق مع أبناء البلد الأصليين.
أحد أكبر التحديات التي أواجهها كمهاجرة إيرانية إلى الولايات المتحدة هو العثور على جواب مناسب لسؤال بعض الناس عن المكان الذي أتيت منه، إذا قلت لهم إنني من نيويورك، فلن ينتهي الفضول وسيبقى السائل يلقي الأسئلة إلى أن يعرف موطني الأصلي.
وإذا أبديت بعض الشجاعة والتحدي في عدم الإجابة وتجاهل جوهر السؤال، غالبا ما يكون السؤال الثاني هو: "من أين اصلك؟" عند ذلك، كثيراً ما يكون جوابي لأغلب الناس هو "هل انت باحث في علم الانسان"؟
لا يوجد لدي مشكلة في الإجابة على أنني من الشرق الأوسط، ولكنني تعبت من ذلك السؤال والإجابة عليه، وكثيرا ما اشعر بالإهانة -بصرف النظر عن وجهة نظري في الموضوع.
عادة عندما يسألني سائق سيارة أجرة في نيويورك أو في دبي هذه الأسئلة فان جوابي يكون "أنا من إسرائيل" - مع احترامي لأصدقائي الإسرائيليين عن هذه الكذبة- ولكن السبب هو أنني أريد وضع نهاية للحديث الغير مرغوب فيه.
عندما تركب امرأة مسلمة وحدها في سيارة أجرة فان السائق المسلم كثيراً ما يسمح لنفسه بطرح أسئلة شخصية على هذه المرأة مثل: "هل أنت متزوجة ام لا؟" و: "هل لديك أطفال؟" و"هل تعيشين مع عائلتك أم لوحدك؟" و"هل تزورين بلدك الأصلي؟ ومتى كانت آخر زيارة؟" وأسئلة شخصية أخرى تحمل جميعها –بالنسبة لي على الأقل- طابعاً استفزازياً.
لذلك، وبسبب خبرتي في كيفية تطور مثل هذه المحادثات، فإنني ببساطة أحاول قطع حديث الغرباء لحماية خصوصياتي. وأنا اعلم انهم لم يكونوا يستطيعون طرح مثل هذه الأسئلة على امرأة ذات شعر أشقر وعيون زرقاء، وتتحدث الإنكليزية بلكنة غربية واضحة.
هل هذا يعني انني أريد ان أخفى هويتي؟ وهل أعتبر ذلك الأمر مسألة شخصية؟ اعتقد أن هذا أتى من حساسية العالم تجاه المهاجرين، وهذا الشيء يجعلك لا تشعر بالارتياح وأنت تعيش في بلدك الثاني.
قبل كتابتي هذا المقال بأيام، اشتكى لي دبلوماسي أفغاني من أن عدداً كبيراً من اللاجئين الأفغان تم رفض طلباتهم في ألمانيا وترحيلهم خارج البلد. عانت أفغانستان من أنواع مختلفة من الإرهاب عن تلك التي تعاني منها سوريا مثلاً. ولكن الخطر الذي يواجهه الشعب الأفغاني من الإرهاب لا يقل عن ذلك الذي يواجهه الشعب في سوريا. ومع ذلك قال لي الدبلوماسي الأفغاني إن الغرب يفضلون اللاجئين السوريين لأن أغلبهم لديهم عيون ملونة وبشرة بيضاء، ولذلك يمكن أن يندمجوا في المجتمع الغربي بسهولة أكبر من الأشخاص ذوي الشعر الداكن والعيون السوداء. إنني اعتقد أنه وبعد عشر سنوات لن يسأل أحد كثيراً من السوريين من أين أتوا، وهذه نقطة مثيرة للاهتمام وحزينة في نفس الوقت.