وثيقة قديمة حول "زواج الرضيعة" تدفع شيخا مغربيا إلى التوضيح
إسماعيل عزام، الرباط (CNN)— قبل أيام، نشر تنظيم "داعش" موادًا تحريضية على قتل عدد من الشيوخ في المنطقة الإسلامية، بينهم شيوخ مغاربة، غير أن النقاش لم يتوقف عند هذا التحريض الذي يبقى منتظرا من تنظيم متطرّف، إذ خلقت وثيقة قديمة نشرها التنظيم، منسوبة إلى شيخ مغربي هو حسن الكتاني، ضجة بين المتتبعين، إذ أعطى بها "داعش" مثالا لتبرير تحريضه الجديد.
وتقول هذه الوثيقة إن الكتاني "لا يمانع الزواج بالرضيعة وحتى مداعبتها جنسيا، كما أنه لا يمانع التبرك بآثار الصالحين، ويدافع عن العلماء الذين يستغيثون بالأولياء والأضرحة"، والكثير من المواقف غير المنتظرة من شيخ كان قد اعتقل على خلفية قانون الإرهاب عام 2003، فيما عُرف في المغرب بملف السلفية الجهادية، قبل الإفراج عنه عام 2011 بعد استفادته من عفو ملكي رفقة شيوخ سلفيين آخرين.
ونفى الكتاني أن يكون هو صاحب هذه الوثيقة، معلنا على صفحته بفيسبوك براءته مما نسب إليه في هذه الورقة التي وصفها بـ"الفاجرة"، معلنا أن عقيدته وفكره وآراءه تؤخذ من كتبه ودروسه ومنابره الرسمية وليس عن النكرات، متحدثًا عن أن تلك الوثيقة مجهولة الكاتب والناشر، وقد حاولت CNN بالعربية الاتصال به دون جدوى.
بيدَ أن معتقلا إسلاميا سابقا تحفظ عن ذكر اسمه، صرّح لـCNN بالعربية، أن تلك الوثيقة صدرت بالفعل في السجن بالقنيطرة عام 2004، وإنها تسبّبت بضجة واسعة بين السلفيين، لدرجة تنصيب لجنة لمحاكمة الكتاني على مواقفه، مضيفا أن شيوخا آخرين، هم محمد الفزازي، وعمر الحدوشي، وأبو حفص، أصدروا بيانا لأجل تبرئة الكتاني مما نسب إليه، لأجل الحفاظ على تماسك الصف السلفي داخل السجن.
واتصلت CNN بالعربية بأبي حفص، الذي أشار إلى أن لديه بالفعل معلومات حول هذه الوثيقة المثيرة للجدل، بيدَ أنه أكد عدم رغبته بأن يخرج بها الآن. كما توصلنا إلى نسخة من ذلك البيان الذي برّأ الكتاني من مضمون الوثيقة، وهو البيان الذي يحمل توقيع الشيوخ الثلاثة.
كما اتصلت CNN بالعربية بالشيخ محمد الفزازي، الذي قال إنه لم يكن مع حسن الكتاني في الزنزانة خلال الاعتقال، وإنه لا يتوفر على معلومات كثيرة بخصوص هذا الجانب، مشيرًا إلى أن الوثيقة قد تكون كُتبت لأجل المزاح أو مجرد النقاش، وليس بالضرورة أن تعبّر عن مواقف الكتاني.
كما صرح عمر الحدوشي، لموقع اليوم 24 المغربي، بأن الوثيقة صحيحة، لكن الكتاني لا يؤمن بما جاء فيها، وأن ما تضمنته كان في إطار النقاش فقط، متهما معتقلا توفي قبل مدة بكونه وراء ترويج الوثيقة. إلّا أن الحدوشي لم يوضح، شأنه شأن الفيزازي، حقيقة ما جاء على لسانهما في الوثيقة بكون عقيدة الكتاني فاسدة.
ويقول المعتقل السلفي السابق الذي قبل التصريح لنا دون ذكر اسمه، إن الموضوع يتجاوز مضمون الوثيقة إلى ما يخص التراث الإسلامي: "ما جاء في تلك الوثيقة يوجد في التراث الإسلامي، فهناك أمور كثيرة مؤصلة منها ما يستعين به داعش لتبرير عملياته. صحيح أن الكثير من الشيوخ حاليا يتبرؤون بما يقوم به داعش، لكن في الوقت نفسه يرفضون المساس بالتراث".