کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: محادثات جنيف لن تجدي نفعا.. والبعض كان متواجداً لهدف واحد فقط!
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
انطلقت الجولة الرابعة من محادثات جنيف في 23 فبراير، وكان من ضمن المشاركين ستيفان دي مستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ومجموعة الدعم الدولية لسوريا، ووفد من دمشق برئاسة الدكتور بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة، واللجنة العليا للمفاوضات، وهي مظلة تضم عدة مجموعات معارضة مقرها الرياض، وكل من مجموعة منصة القاهرة ومنصة موسكو المعارضتين. كان المجتمعون يمثلون آراء مختلفة ولديهم أجندات مختلفة يريدون مناقشتها ضمن محادثات (جنيف 4) التي تهدف في نهاية المطاف إلى وضع حد للحرب الدائرة في سوريا منذ ست سنوات تقريباً.
إن التوصل لمعادلة تساعد على حل وجهات النظر المختلفة بين المشاركين في المؤتمر أمر صعب جدا، وبالتأكيد لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها، ولكن المشكلة الرئيسية في رأيي هي أن معظم المحادثات التي تجري ليست بين السوريين أنفسهم، ولكن بين لاعبين دوليين أرسلوا هؤلاء السوريين المشاركين في المؤتمر كمبعوثين غير مباشرين لهم.
لقد عدت للتو من مؤتمر جنيف4. ولأكون صادقة مع القراء فقد كان من الصعب أحياناً التمييز بين الوفود وفهم وجهة نظر كل منها بشكل واضح عندما كنا نطرح الأسئلة.
لقد أخبرت صديقاً صحفياً آخر في جنيف ان هذه المحادثات لن تجدي نفعا لان المفاوضين هنا لا يحبون سوريا ولا يتحدثون لمصلحتها. فكل مجموعة من المجموعات المتفاوضة تتلقى رعاية خاصة من جهة دولية محددة، ولذلك على المتفاوضين مراجعة داعميهم في جميع الأوقات قبل اتخاذ أي قرار، ولمعرفة ما إذا كان عليهم مواصلة المحادثات.
كان البعض متواجداً في جنيف لهدف واحد فقط: حفظ مكان في الحكومة الانتقالية القادمة او الحكومة المنتخبة، وذلك من أجل ضمان مصالح الدول الداعمة لهم منذ البداية.
ومع كل الاحترام للمتفاوضين في جنف4، ربما كان من الأفضل تنظيم محادثات شبيهة بمحادثات استانا ومحادثات فيينا، وذلك لأن بإمكان اللاعبين الدوليين الأساسيين على الأقل الاتفاق في مثل تلك المحادثات على بعض الأمور قبل استمرار المحادثات السورية – السورية. وعندما يلاحظ اللاعبون الدوليون أن مصالحهم ستكون محفوظة، حينها فقط يمكننا أن نأمل في رؤية نهاية المعركة في سوريا.
وفي رأيي فان هناك غائبان أساسيان في محادثات السلام السورية ، أحدهما قوة إقليمية رئيسية، وهي السعودية التي لم تحضر في أستانا، والآخر هو مكون الأكراد السوريين. هذان العنصران هما من أهم العناصر على أرض الواقع، ومع ذلك كانا غائبين عن المحادثات بشكل مباشر.
في محادثات أستانا الأخيرة (الثانية)، حضر الأردن. ومع أن كثير من المراقبين يعتقدون أنه كان في الواقع يمثل السعودية، إلا أن على الأمم المتحدة ان تقوم بتشجيع السعودية على المشاركة في المحادثات بشكل مباشر.
أما الأكراد فكانوا غائبين تماماً عن محادثات جنيف، رغم أنهم يعتبرون من أكثر الجماعات تنظيماً وأفضلها تدريباً لمقاتلة داعش. وبالطبع فإن السبب الرئيسي لغياب الأكراد هو رفض تركيا المطلق قبول مشاركتهم في المفاوضات.
ان الأزمة السورية هي مشكلة إقليمية ويمكن حلها عندما تقوم جميع شعوب المنطقة بفتح مجال لبعضهم البعض والتشجيع على الحد من التوترات ومساعدة السوريين. لا تستطيع روسيا ولا حتى الأمم المتحدة ان تفرض السلام ما لم تكن هناك رغبة حقيقية لدى جميع الأطراف للسلام.