کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: بعد خروجه من الانتخابات الرئاسية في إيران.. ماذا بعد لمحمود أحمدي نجاد؟
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
منذ عدة أيام، كان لي لقاء في إحدى القنوات التلفزيونية. وفي طريقي إلى خارج مبنى التلفزيون بعد نهاية اللقاء، استوقفني حارس الأمن، وهو أفريقي مسلم على الأغلب، وسألني مبتسماً: "هل أحمدي نجاد سيعود؟" نظرت إلى وجهه الذي كانت تبدو عليه السعادة وترددت لحظات وأنا أفكر كيف يمكن أن أرد على هذا الشاب المتحمس وأشرح له حقيقة أن أحمدي نجاد تم استبعاده من السباق الرئاسي في إيران.
في النهاية، ابتسمت للرجل وقلت: "ربما!"
من المفترض أن تبدأ الانتخابات الرئاسية الإيرانية يوم 19 مايو القادم، والمرشحون الذين صادق عليهم مجلس صيانة الدستور مساء يوم الخميس سيبدأون رسمياً حملاتهم الانتخابية. من بين حوالي 1600 شخص تقدموا بطلبات ترشيحهم إلى الانتخابات الرئاسية، وافق مجلس صيانة الدستور على 6 أشخاص فقط، من بينهم الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني. الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد تحدى الهرم المؤسساتي من خلال الإعلان المفاجئ عن تسجيل اسمه ضمن قائمة طلبات الترشيح بالرغم من أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي كان قد نصحه بأن يبقى خارج السباق الرئاسي. ربما لم يلق إعلان أحمدي نجاد عن ترشيح نفسه الكثير من التأييد ضمن النخبة الحاكمة وفي المدن الإيرانية الكبرى، لكنه أثار بالتأكيد حماس المواطنين الإيرانيين القرويين، كما سلطت وسائل الإعلام العالمية الأضواء على ذلك التطور الهام. ولا شك أن ترشيح نجاد لقي شيئاً من الترحيب بين بعض المسلمين حول العالم أيضا.
من بين المرشحين الستة الذين ظلوا في السباق، هناك ثلاثة يعرفهم الناس ويتوقع أن يبقوا حتى المراحل النهائية من السباق الرئاسي. هؤلاء الثلاثة هم الرئيس الحالي حسن روحاني؛ وسادن العتبة الرضوية المقدسة –المؤسسة الخيرية الأكثر ثراء في العالم- إبراهيم رئيسي؛ وعمدة طهران والقائد السابق في الحرس الثوري الإيراني محمود باقر قاليباف، والذي سبق له أن ترشح ثلاث مرات للرئاسة لكنه فشل في الوصول إلى السلطة. ويتوقع بعض المراقبين أن قاليباف ورئيسي قد يتحالفان في النهاية لصالح التيار المتشدد في إيران.
لكن المشهد قد يتغير بالطبع إذا قرر المرشد الأعلى آية الله خامنئي، بموجب سلطاته التنفيذية، إضافة بعض المرشحين الآخرين إلى السباق لانتخاب الرئيس 12 للجمهورية الإسلامية. وفي جميع الأحوال فإن فرص عودة أحمدي نجاد إلى السباق ضئيلة جداً لأن المرشد الأعلى لا يريد أن تسبب الانتخابات اي توتر أو استقطاب بين مؤيدي المرشحين، وأحمدي نجاد قادر على إثارة الحماس والتوتر في الحملة الانتخابية.
الخوف من قبول ترشيح أحمدي نجاد إلى الرئاسة أثر حتى على قرار إذاعة المناظرة الرئاسية. الجمعية المشرفة على الحملات الانتخابية قررت تسجيل المناظرة وتجنب بثها بشكل مباشر على التلفزيون. ربما كانت اللجنة تخشى أن يؤدي ظهور أحمدي نجاد في المناظرة في بث تلفزيوني مباشر إلى إلحاق الضرر بفرص المرشحين المفضلين للنظام الإيراني، خاصة وأن نجاد قد يكشف الكثير من الأسرار التي لا تريد السلطات الإيرانية الكشف عنها أمام الناس. لكن غياب الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد عن السباق الرئاسي جعل اللجنة تراجع قرارها وتقرر عرض المناظرة الرئاسية في بث مباشر على التلفزيون الوطني.
ولكن ماذا بعد بالنسبة لمحمود أحمدي نجاد؟ لا أحد يعرف، لكنه ربما حصل على ما كان يريده من خلال استبعاده من الترشيح وقدم نفسه كممثل لحركة جديدة في إيران مستقلة عن التيار المحافظ من جهة والإصلاحيين من جهة ثانية.
هناك كثير من الأمور ستتكشف في إيران قريباً، ليس فقط خلال الشهر الذي ستجري فيه الانتخابات، ولكن في القريب العاجل حيث ستتضح صورة الشخص الذي سيخلف المرشد الأعلى الذي تقدم في السن أيضاً.