هربت لتتزوجه وعادت لتواجه "أقل عقوبة".. هل كشفت موظفة FBI أسرار الداعشي أبوطلحة الألماني؟
(CNN)— في أوّل حدث من نوعه، تزوجت موظفة في مكتب التحقيقات الفديرالي FBI بمقاتل لـ"داعش" يحمل اسم أبو طلحة الألماني، إذ كذبت على المكتب ورحلت سرا إلى سوريا عام 2014 حيث اقترنت لفترة قليلة بأبي طلحة، قبل أن تعود للولايات المتحدة ويلقى عليها القبض.
قصة دانييلا غرين التي كشفتها شبكتنا في تحقيق لها، تعود لمترجمة بالمكتب كانت تحمل أعلى ترخيص سري، سافرت بشكل ملتوٍ إلى سوريا، لأجل الزواج بدنيس كوسيرت، مغني راب ألماني تحول إلى مقاتل لـ"داعش" وظهر في عدة فيديوهات دعائية يحمل رؤوس ضحايا التنظيم، ويفترض أنه لا يزال حيا إلى الآن.
لم تقض غرين سوى أشهرا قليلة في سوريا، وعادت إلى الولايات المتحدة، حيث اعترفت بذنبها أمام المحكمة، ورغم أن الادعاء العام طالب بأن تنال أقصى العقوبات لأن ما فعلته كان "فظيعا"، إذ قال مدع عام إنها انتهكت ثقة الدولة وثقة المكتب الفيدرالي وعرّضت أمن الدولة للخطر، ففي النهاية لم يتم الحكم سوى بسنتين سجنا بحق غرين، وقد خرجت من السجن قبل مدة قصيرة، وهي تعمل حاليا في فندق.
جون كيربي، مسؤول سابق بوزارة الخارجية الامريكية، أكد أن غرين لم تكن لتستطيع دخول سوريا واللقاء بمقاتل "داعش" أو تبقى حيةً هناك لولا تنسيقها مع قياديين كبار داخل هذا التنظيم. ويعدّ الحكم الذي نالته غرين أخف حكم يناله متورط في قضية إرهابية بمحكمة أمريكية، إذ سجن متورطون، بتهمة محاولة السفر إلى سوريا، بـ13 عاما، وبرّرت المحكمة هذا الحكم المخفف بأن غرين تعاونت في التحقيق.
لا يوجد أيّ شيء في ماضي غرين يدل أنها سترحل يوما ما نحو "داعش"، وُلدت في تشيكوسلوفاكيا، ترعرعت في ألمانيا، تزوجت في عمر مبكر نسبيا بجندي أمريكي، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة، حيث درست في جامعة كامرون بأوكلاهوما، وانتقلت بعد ذلك إلى جامعة كليمسون حيث حازت على الماجستير في التاريخ.
قال عنها أحد أساتذتها، ألان غروب، الذي أطرها في بحثها: "كانت تعمل بجد، وأنها كانت إحدى أفضل خريجات الجامعة في الشعبة"، مضيفا أنه كان وراء كتابة رسالة توصية لها لأجل العمل مترجمة لدى المكتب الفيدرالي، خاصة وأنها كانت تتحدث الألمانية بطلاقة.
بدأت غرين العمل مع المكتب عام 2011، وحصلت بعد ذلك على أعلى ترخيص سري، وفي يناير/كانون الثاني 2014 تم تعيينها للعمل في ملف يخصّ إرهابيا ألمانيا، لم يتم الكشف عن هويته في الوثائق، لكن شبكتنا توصلت إلى أن الأمر يتعلّق بأبي طلحة الألماني، الذي كان يُعرف في ألمانيا، قبل تطرفه، بـ"ديسو دوغ".
اسمه الحقيقي كوسبيرت، أعلن "توبته" عام 2010 ودخل إلى الإسلام، ووصل عام 2013 إلى سوريا، وظهر في فيديو دعائي يهدد فيه أوباما، قال البنتاغون عام 2015 إنه قتل في غارة، لكن البنتاغون عاد ليؤكد عدم دقة تقريره حول هذا الموضوع.
يونيو/حزيران 2014، ملأت غريت وثيقة تخص الراغبين داخل المكتب بالسفر خارج الولايات المتحدة، وكانت حينها لا تزال متزوجة بالجندي الأمريكي، برّرت هدف السفر بـأنها ترغب برؤية أسرتها في ميونيخ بألمانيا، لكن بعد أن دخلت المطار، ركبت طائرة متجهة إلى إسطنبول، ثم انتقلت إلى غازي عنتاب، ثم عبرت الحدود إلى سوريا، وهناك تزوجت بأبي طلحة.
لكن بعد ذلك، أرسلت غرين رسائل إلى شخص ما بالولايات المتحدة تتحدث فيها عن خرقها للقانون، وفي يوم 9 يوليو، أكدت أنها ستعود لبلادها، مبدية أسفها عن وصولها إلى هذا المكان. وفي يوم فاتح أغسطس/آب، صدر أمر سري بإلقاء القبض عليها، وفي هذا الوقت، استطاعت غرين العودة وأوقفت بالولايات المتحدة يوم 8 من الشهر ذاته، قبل أن تغادر السجن عام 2016، وقد رفضت الحديث لشبكتنا لأن ذلك سيعرّض سلامتها للخطر وفق قولها.