بعد تعثر اتفاق الصخيرات بالمغرب.. الجزائر ترغب بدور رئيسي في حلّ الأزمة الليبية
الرباط (CNN)— في ثاني زيارة له خلال أقلّ من شهر، حلّ وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، اليوم السبت، بمدينة غات، جنوب ليبيا، لإكمال لقاءات متواصلة تعقدها القيادة الجزائرية مع فرقاء من الأزمة الليبية.
وتطمح الجزائر إلى لعب دور طلائعي في حلّ الأزمة الليبية والتقريب من وجهات نظر فاعلين أساسيين هما المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، ومجلس النواب في الشرق، الذي تفرّعت عنه حكومة يتزعمها عبد الله الثني، زيادة على طرف ثالث أقل تأثيرا، هو حكومة تسمى بالإنقاذ، يرأسها خليفة الغويل.
ولم تمكن المحادثات التي احتضنتها مدينة الصخيرات المغربية لعدة أشهر بين عدة شخصيات ليبية وأدت إلى انبثاق مجلس حكومة الوفاق الوطني، من حل الأزمة الليبية، رغم الدعم الكبير الذي قدمته الأمم المتحدثة للمحادثات وفايز السراج، ممّا يجعل الجزائر راغبة بلعب دور أكبر من مشاورات الصخيرات.
ويكمن سبب استهلال الوزير الجزائري عبد القادر مساهل، لزيارته الجديدة من الجنوب الليبي، في الثقل الكبير لقبائل إقليم فزان على المستوى السياسي، وسيلتقي مساهل لهذا الغرض بعدة شخصيات سياسية وعسكرية وأعيان من المنطقة.
وسبق لمساهل أن زار شرق وغرب ليبيا في الفترة ما بين 19 و21 أبريل/نيسان الماضي، وحلّ في عدة مدن منها البيضاء وبنغازي والزنتان ومصراتة وطرابلس، والتقى بعدة شخصيات مهمة، منها فايز السراج، وخليفة حفتر، قائد الجيش الليبي المدعوم من برلمان الشرق.
وعلاقة برغبة الجزائر لعب دور طلائعي في الأزمة الليبية، سيزور فايز السراج، الجزائر يوم الثلاثاء القادم لأجل اللقاء بالوزير الأول (رئيس الوزراء) عبد المالك سلال، بغرض وحيد هو "القيام بمشاورات لأجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة التي تهز ليبيا منذ 2011" حسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية.
واستقبلت الجزائر خلال الأشهر الماضية رئيس البرلمان عقيلة صالح، وقائد الجيش خليفة حفتر، وكذا فايز السراج، وأجرت محادثات مع تونس ومصر ومسؤولين من روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول الموضوع ذاته، ولا يبدو أن الجزائر تتحيز لطرف ما دون آخر في الأزمة، إذ تعلن أنها على مسافة تامة من جميع الفرقاء.