بوتفليقة: الاحتلال الفرنسي ظلامي.. والبلاد في حاجة لنخبها للتغلّب على الأزمة
الجزائر (CNN)— وجه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة انتقادات حادة إلى الاستعمار الفرنسي الذي استمر في الجزائر منذ 1830 إلى 1962، متحدثا عن أن "المحتل الظلامي يحمل في عقيدته تفكيك الأنساق الاجتماعية وتدمير منظومة القيم وكل منارات المعرفة في البلاد"، خلال رسالة لبوتفليقة بمناسبة إحياء الجزائر الذكرى الـ61 ليوم الطالب.
كما تحدث بوتفليقة، في رسالته التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، عن حاجة البلاد لنخبها من أجل "المساهمة في شرح أسباب الأزمة الناتجة عن صدمة انهيار أسعار النفط وكل ما ينجر عنها من مصاعب اقتصادية واجتماعية، وترقية سبل وحلول التغلب عليها".
وقال بوتفليقة إن الاحتلال تجند بكل "وسائله ومؤسساته ونظمه وترسانته القانونية والعسكرية لإعادة صياغة مجتمع خاضع لهيمنته مستكين لسيطرته"، ممّا أدى إلى أن تتراجع نسبة التمدرس عشية الاستقلال إلى 3 %، بينما بلغت 80 بالمئة عام 1832 بتقديرات المؤرخين الاستعماريين أنفسهم، حسب قوله.
وأشاد بوتفليقة بتضحيات الطلاب الجزائريين إبّان الثورة، ومن ذلك دعم "الكتائب المقاتلة بعقول متنورة أعطت للفعل الثوري الخلاق بعدا استراتيجيا في ميدان القتال، وتطعيم قطاعات الدبلوماسية والإعلام والثقافة والتوعية بعقول تملك أدوات التحديث والأفكار النيرة القادرة"، متحدثا عن الجزائر أعطت أولوية قصوى للتعليم بعد الاستقلال، ممّا "غيّر على مدى نصف قرن كل المشهد المظلم الذي أسدل المستعمر ستائره على كافة ربوع البلاد".
وفي حديثه عن الحاضر، أشار بوتفليقة إلى أنه "رغم وجود أزمة اقتصادية عالمية خانقة كان لها تأثيرها السلبي على الجزائر، فإن سياسة الدولة أبقت على رؤيتها وممارساتها في مجال التربية والتعليم"، ويعود ذلك حسب بوتفليقة إلى الإدراك بـ"عدم إمكانية وجود دولة قوية وشعب متقدم واقتصاد مثمر إلا بالاستثمار الجاد والفعال في المعرفة التي يجب أن تضطلع بها الأجيال الصاعدة".
وعلاقة بالسياق ذاته، تعول الجزائر حسب رسالة بوتفليقة على الشباب المتعلم لأجل التحرر من هيمنة المحروقات في الاقتصاد، وكذا لأجل "إبطال بعض المحاولات الداخلية أو الخارجية لزرع الإحباط أو خلق البلبلة".