معارك طرد داعش من مدينة فلبينية ستطول ومانيلا تربط العملية بالمخدرات
مانيلا، الفلبين (CNN) -- تستمر للأسبوع الثالث على التوالي عمليات القصف في مدينة ماراوي جنوب الفلبين مع مواصلة الجيش الفلبيني لعملياته التي تهدف إلى طرد المئات من العناصر المحلية المتشددة التي يُعتقد أنها على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والتي تمكنت من السيطرة على أحياء فيها، وسط توقعات بأن تستغرق العمليات المزيد من الوقت.
السلطات في مانيلا فشلت خلال الأيام الماضية في تحقيق وعودها بإنهاء العمليات في تواريخ محددة مسبقا، فقد سبق لمتحدث رسمي أن توقع قبل أيام انتهاء القتال بموعد أقصاه الاثنين، الذي يصادف احتفالات اليوم الوطني، غير أن الناطق باسم الرئاسة عاد ليعدّل توقعاته، مشيرا إلى أن القتال قد يحتاج لأسبوعين إضافيين على الأقل.
وذكر مراسل CNN في مدينة ماراوي أن وحدات الجيش تتحرك ببطء في جبهات القتال خشية وقوع خسائر بين المدنيين، ويقدّر الجيش الفلبيني وجود 500 مدني على الأقل تحت الحصار في مناطق النزاع.
وأظهرت الصور الحديثة للمدينة التي كانت مزدحمة بأكثر من 200 ألف نسمة آثار الدمار الواسع في الكثير من المناطق، مع لجوء الجيش للقصف الجوي والمدفعي على معاقل المتشددين، وسط أنباء عن مقتل عدد غير محدد منهم، إلى جانب 58 جنديا وأكثر من 100 مدني، ويقول الجيش إنه المسلحين احتلوا مساجد المدينة ونشروا القناصة على مآذنها.
وفي مانيلا، قال الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، إن أوامر الهجوم على ماراوي من قبل المسلحين المتشددين صادرة عن زعيم داعش، أبوبكر البغدادي، شخصيا، مضيفا أنه يمتلك تلك المعلومات من مصادر أجهزته الأمنية، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وزعم دوتيرتي أن الخلفيات الحقيقية للعملية في ماراوي لا ترتبط بالتشدد الديني، وإنما بتجارة المخدرات قائلا: "المتمردون كانوا يحصلون على أموالهم من خلال تجارة المخدرات. الأمر لا علاقة له بالدين وأنا أرفض تصديق أن الدين على صلة بهذه الحرب."
ميدانيا، ساد الغموض مصير أبرز القيادات المتشددة المشاركة في الهجوم، وعلى رأسها القيادي المتشدد إسنيلون هابيلون، الذي سبق لتنظيم داعش أن عيّنه أميرا له على مناطق جنوب شرق أسيا، إلى جانب عمر وعبدالله مواتي، وكلاهما من القيادات البارزة في الجماعات المتشددة.
وتضاربت المعلومات حول مدى المشاركة الأمريكية في العمليات الدائرة بماراوي، فقد أكد الرئيس الفلبيني أن دور واشنطن "محدود جدا" ويقتصر على "دعم تقني"، غير أن السفارة الأمريكية في مانيلا تحدثت عن وجود قوات من وحدات العمليات الخاصة الأمريكية تقدم العون للجيش الفلبيني بطلب من الأخير. وقدّرت وزارة الدفاع الأمريكية العدد بما بين 50 إلى 100 جندي أمريكي.