استفتاء دستوري بموريتانيا.. قلق أممي ومعارضة تندّد ورئيس يدافع
الرباط (CNN) – أبدت الأمم المتحدة قلقها بشأن ما يجري في موريتانيا من "اضطرابات" تسبق الاستفتاء الدستوري، المقرّر غدا السبت الخامس من أغسطس 2017، في وقت فرّقت فيه قوات الأمن باستخدام الغازات المسيلة للدموع الآلاف من المتظاهرين ضد الاستفاء الدستوري الذي يدافع عنه الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، بشدة.
وقال بيان صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن هذه الأخيرة "قلقة من قمع عدد من الأصوات المعارضة"، ومن استخدام السلطات لـ"القوة المفرطة"، ضد الزعماء الذين يقودون الاحتجاجات ضد التعديل الدستوري، لافتة إلى تفريق مظاهرات سلمية وقعت يوم الـ21 من يوليو (تموز) الماضي، وإلى أن السلطة لم تتجاوب مع طلب المتظاهرين بالترخيص لهم.
وطالبت المفوضية من الحكومة الموريتانية أن تسهر على أن يكون التعامل مع المتظاهرين متناسقا مع التزامات البلاد فيما يخصّ القانون الدولي المتعلق بحقوق الإنسان، وأن تضمن حقوق التجمع السلمي وحرية الرأي والتعبير، وأن يمر الاستفتاء كما تنص على ذلك مواثيق حقوق الإنسان، لافتة أن هذه الحقوق مهمة في سياق يخص الاستفتاء، كما دعت من جميع الأطراف نبذ العنف.
واستخدمت الشرطة أمس الخميس الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين الذين يرفضون هذا الاستفتاء الدستوري. ويقضي مشروع تعديل الدستور بإلغاء عدة مؤسسات بين مجلس الشيوخ، الغرفة الثانية في البرلمان الموريتاني، وتغيير علم البلاد، وهو ما ترفضه بشدة المعارضة الموريتانية.
واتهمت أحزاب المعارضة، اليوم الجمعة، الحكومة وأجهزة الدولة بـ"التحضير لعملية تزوير غير مسبوقة"، حسب ما نقلته وكالة أنباء الأخبار المحلية، وقال محمد جيل ولد منصور، الرئيس الدوري لمنتدى المعارضة، في مؤتمر صحفي إن طريقة تسيير الحملة تظهر "نية التزوير"، وإن "تجييش أجهزة الدولة في الحملة يتم باستخدام كل إمكانيات الدولة".
وتابع أن الموظفين وعمال الخدمة العمومية "مكرهون على الحضور إلى أنشطة الحملة، ويراد لهم التصويت مكرهين لصالح التعديلات"، مضيفا أن السلطات استبعدت المراقبين في الاستفتاء الذي يفتح اليوم الجمعة في وجه أفراد القوات المسلحة وقوات الأمن حتى يستعدوا لتأمين الاستفتاء غدا.
في الجانب الآخر، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في مهرجان خطابي مع مناصريه، بالعاصمة نواكشوط، إن "المعارضة المتطرفة تكابر وتشكك عندما يتعلق بخيار الشعب الموريتاني وإرادته"، وإن هذا " الحشد الذي ملأ الساحات والشوارع الكبرى لمدينة نواكشوط هو الذي يعكس الوجه الحقيقي للشعب الموريتاني ويحشر المعارضة المتطرفة في فضاءات الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي".
وتابع ولد عبد العزيز، حسب وكالة الأنباء المحلية، أن تغيير
العلم الوطني بإضافة شريطين أحمرين يأتي "تخليدا لدماء أولائك الشهداء
وتكريما لهم"، و"أن العلم الحالي علم مشبوه لأننا لم نشارك في اختياره
ولم نجد مواطنا موريتانيا شارك في ذلك".
ودافع الرئيس عن مقترح إلغاء مجلس الشيوخ لأجل "وضع حد لتكاليفه
الباهظة "، قائلا إن " تبني نظام الغرفتين لا قيمة له وهو فقط محاكاة
لبعض الدول، علاوة على ما يكتنف انتخاب غرفة مجلس الشيوخ من عدم
الشفافية وشراء الذمم والرشوة".