عمر البشير يصل المغرب في زيارة خاصة.. ونشطاء يقابلونه بالرفض والتنديد
الرباط (CNN)— وصل الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى المغرب، مساء أمس الخميس، في زيارة خاصة يجريها للمملكة، غير أنه يواجه بدعوات في المغرب من لدن عدة شخصيات، ترفض حضوره بدعوى كونه مطلوبا لدى محكمة الجنايات الدولية.
وأكدت وكالة الأنباء السودانية وصول عمر البشير إلى المغرب، وتحديدا مطار طنجة، ويرافقه في زيارته وزير الدولة برئاسة الجمهورية حسن بخيت. ومن المحتمل أن يكون البشير قد التقى بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الذي يقضي إجازته في مدينة طنجة.
بيدَ أن الزيارة أثارت ضجة واسعة منذ أن أشارت عدد من المصادر الإعلامية إلى قرب إجرائها، ونشر حقوقيون وصحفيون مغاربة، عريضة احتجاجية قبل أيام، وقعها حوالي 30 اسما، أن عمر البشير "مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت في حقه مذكرتي توقيف في عامي 2009 و2010، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتنظيم إبادة جماعية وفظائع أخرى في إقليم دارفور، غرب السودان".
وقالت العريضة الموجهة إلى رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، إن الاتهامات التي تلاحق البشير في غاية الخطورة، وإن نظامه أودى بـ"حياة 300 مئة ألف مدني وتشريد الملايين وحملات القصف العشوائي والمذابح الجماعية والتهجير القسري والاغتصاب الممنهج والقمع الرهيب للمعارضة السودانية الديمقراطية ولنشطاء المجتمع المدني الحقوقي وجرائم أخرى لا تسقط بالتقادم ولم تتوقف قط، بل زادت حدتها واتسعت رقعتها".
وقالت خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وإحدى الموقعات على العريضة، إن هذه الأخيرة لا تستهدف البشير لوحده ولكن كل الحكام الذين "ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية"، لافتةً أن الحقوقيين سيتخذون الموقف ذاته كلما زار بلادهم "حاكم من هذه الطينة"، خاصة لـ"طبيعة الجرائم التي اقترفها".
وتابعت الرياضي في تصريح لـCNN بالعربية أن الانتقادات التي توجهها مجموعة من الفعاليات الحقوقية لمحكمة الجنايات الدولية تبقى قائمة نظرا لـ"عدم اتخاذ قرارات المحكمة لمسارها الصحيح، ولوجود تأثير سياسي على هذه القرارات"، إلّا أنها مع ذلك، "تبقى مكسبا لأنها جاءت بفضل نضال نشطاء حقوق الإنسان، ولذلك فقرار مثل إصدار مذكرة اعتقال بحق متوّرط في جرائم ضد الإنسانية يبقى محمودا" تقول الرياضي.
ومن الموقعين على العريضة، هناك عائشة البصري (الناطقة الرسمية السابقة باسم بعثة الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور)، عبده برادة (صحفي)، عبد الرحيم الجامعي (النقيب السابق لهيئة المحامين)، عبد الله حمودي (أستاذ جامعي)، علي أنوزلا (صحفي)، عبد الله زعزع (حقوقي)، زينب الغزوي (صحفية)، عبد العزيز النويضي (محامي، أستاذ جامعي)، فؤاد عبد المومني (حقوقي)، لطيفة البوحسيني(أستاذة جامعية وأكاديمية).
ومن الناحية النظرية، تلتزم كل الدول الموقعة على نظام روما الأساسي بقرارات محكمة الجنايات الدولية، بيدَ أن المغرب، شأنه شأن مجموعة من الدول عبر العالم، لم يوقع على هذا النظام الصادر عام 1998، فيما كان عمر البشير قد وصف ما أصدرته المحكمة بحقه بأنه "مؤامرة صهيونية تستهدف استقرار السودان".