أصغر معتقل في "حراك الريف" بالمغرب.. والده يحكي قصته
الرباط (CNN)— تتبعت صفحات "حراك الريف" في مواقع التواصل الاجتماعي قصة أصغر معتقل على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها منطقة الريف شمال المغرب، فصور الطفل عبد الرحمن العزري، ابن مدينة الحسيمة، البالغ من العمر 14 سنة، خلقت الحدث، خاصة وأن عددا ممن حضروا جنازة الناشط عماد العتابي، الذي أعلنت النيابة العامة فتح تحقيق بشأن وفاته، يتذكرون الوجه الباكي لعبد الرحمن مع عدد من أبناء الحي.
والد عبد الرحمن، جمال العزري، حكى لـCNN بالعربية قصة اعتقال ابنه، فقد اقتادته الأجهزة الأمنية يوم 9 غشت (أغسطس/آب) الجاري، أي يوم جنازة عماد العتابي، والتهمة التي وجهت له حسب ما علمته الأسرة هي "المشاركة في مظاهرة غير مرخصة ورشق القوات الأمنية بالحجارة"، وهي تهمة توزعت على عدد كبير من معتقلي حراك الريف، منذ بدء موجة التوقيفات نهاية ماي/أيار المنصرم.
لكن الأب ينفي أن يكون عبد الرحمن قد شارك في التظاهر أو رشق الأمن: "ابني صغير في السن، ولا يمكنني أن أسمح له بالتظاهر خوفا على سلامته الجسدية، خاصة وأننا نسكن بعيدا عن مركز المدينة"، يقول الأب الذي يشّدد أن الحدث الوحيد الذي له علاقة بالحراك وشارك عبد الرحمن فيه هو جنازة عماد العتابي في مقبرة الحي، لأن هذا الأخير جار الأسرة ولا يبعد منزله عنها إلّا ببضعة أمتار، إذ كان عبد الرحمن على علاقة أخوية به كتلك التي تجمع أبناء الحومة الواحدة.
يوجد عبد الرحمن حاليا في إصلاحية مدينة الناظور، التي تبعد عن الحسيمة بحوالي 171 كلمترا. كانت أسرته تتمنى أن يقضي عيد الأضحى (المنتظر غدا الجمعة)، لكن الطلب الذي وجهته قوبل بالرفض حسب تأكيدات الأب الذي لا يكف عن طرق كل الأبواب من أجل إخراج ابنه من الإصلاحية، خاصة وأن بداية الموسم الدراسي لم تتبق لها سوى بضعة أيام، وكان مقررا أن يدرس عبد الرحمن في الصف الثاني إعدادي بعد نجاحه في الصف الأول.
يعيل جمال تسعة أبناء، عبد الرحمن هو ثالثهم من حيث الترتيب، كما يعيل هذا الأستاذ في سلك الابتدائي أسرة والده المتوفى المتكونة من والدته وبعض أخواته. لم يسبق له هو الآخر أن شارك في أيّ احتجاج بالريف، وفق تأكيداته، فكل همه في الحياة رعاية أبنائه وعائلته والقيام بعمله على أحسن وجه، وإن كان لا يخفي رأيه الإيجابي في مطالب الحراك التي يراها مشروعة.
"يتلقى ابني معاملة حسنة داخل الإصلاحية ويستفيد من شروط جيدة شأنه شأن بقية النزلاء حسب ما أكده لي وحسب ما شاهدته بعيني، وسيستمر في الدراسة حتى لو بقي هناك، لكن لا شيء يعوّض أن يكون ابنك معك وأن يدرس قربك، خاصة وأننا نعاني بعد المسافة بين الحسيمة والناظور"، يتحدث جمال الذي يؤكد أن ابنه هو أصغر معتقل على خلفية حراك الريف، وأنه لا يوجد أيّ معتقل آخر يقل سنه أو يساوي عمر عبد الرحمن.